الصنف الثالث من الرسائل المفاخرات وهي على أنواع .
منها المفاخرة بين العلوم .
وهذه نسخة رسالة في المفاخرة بين العلوم أنشأتها في شهور سنة ثمان وتسعين وسبعمائة لقاضي القضاة شيخ الإسلام علامة الزمان جلال الدين عبد الرحمن ابن شيخ الإسلام بقية المجتهدين أبي حفص عمر البلقيني الكناني الشافعي أمتع الله تعالى المسلمين ببقائه ذكرت فيها نيفا وسبعين علما ابتدأتها بعلم اللغة وختمتها بفن التاريخ ذاكرا فخر كل علم على الذي قبله محتجا عليه بفضائل موجودة فيه دون الآخر وجعلت مصب القول فيها إلى اشتماله على جميعها وإحاطته بكلها مع الإشارة إلى فضل والده شيخ الإسلام ومساهمته له في الفضل على ما ستقف عليه إن شاء الله تعالى وهي .
الحمد لله الذي جعل للعلم جلالا تود جلائل الفضائل أن تكون له أتباعا وأطلق ألسنة الأقلام من جميل ثنائه بما أنطق به ألسنة العالم ليكون الحكم بما ثبت من مأثور فضله إجماعا وأجرى من قاموس فكره جداول أنهار العلوم الزكية فنعش قلوبا ونزه أبصارا وشنف أسماعا .
أحمده على أن أفاض نتائج الأفكار على الأذهان السليمة لذي النظر الصحيح وبث جياد الألسنة في ميدان الجدال فحاز قصب السبق منها كل لسان ذلق فصيح وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي قهرت بينات دلائله الملحد المعاند وبهرت قواطع براهينه الألد الخصيم والجدل