( حسم الصلح ما اشتهته الأعادي ... وأذاعته ألسن الحساد ) .
وزالت عنهما الأحقاد والإحن وباتا في أعز مكان وأشرف وطن وثلث قرانهما فأسعد ثم قام منشدهما فأنشد .
( لا ينكر الصلح بين السيف والقلم ... فعاقد الصلح عالي القدر والهمم ) .
( أبو يزيد نظام الملك مالكنا ... وواصل العلم في علياه بالعلم ) .
( فهو المراد بما أبديه من مدح ... وغاية القصد من ترتيب ذا الكلم ) .
( وإن جرى مدح سيف أو علا قلم ... فذاك وصف لما قد حازم من كرم ) .
قلت وسبب إنشائي لهذه الرسالة أن الأمير أبا يزيد الموضوعة له تغمده الله تعالى بالرحمة والرضوان كان من جودة الخط وتحرير قواعده في الطبقة العليا وعظمت مكانته عند سلطانه الملك الظاهر برقوق وعلت رتبته حتى ولاه وظيفة الدوادارية بإمرة تقدمة ألف ولم يزل مقدما عنده حتى مات هو متوليها وأولاني عند عملها له من الصلة والبر المتوالي ما يقصر عنه الوصف ويكل عنه اللسان .
الصنف الخامس من الرسائل الأسئلة والأجوبة وهي على ضربين .
الضرب الأول الأسئلة الامتحانية .
قد جرت عادة مشايخ الأدب وفضلاء الكتاب أنهم يكتبون إلى الأفاضل بالمسائل يسألون عنها إما على سبيل الاستفهام واستماحة ما عند المكتوب إليه في ذلك وأما على سبيل الامتحان والتعجيز .
ثم تارة يجاب