الظالم وسعك ورحب للمتحاكمين ذرعك وانظر في أمر الشهود وحذرهم أن يزوغوا عن الحق وحاسبهم فيما جل ودق ولا ترخص لهم وألزمهم أن يتخذوا الصدق منطقهم وانههم عن التسمح فيها وعرفهم التحرز عما يؤدي من التهمة والتطرق إليها وانظر في أمر المتصرفين بباب الحكم العزيز نظرا يؤدي إلى صلاحهم ولا تعول في النيابة عنك إلا على من تختاره وترتضيه ولا تعرج إلى من هو مستند إلى غاية ولا تمل إليه وانظر في أمر الأحباس نظرا يحفظ أصولها ولا تراع في استخلاص ما يتعين لها كبيرا ولا صغيرا ولا تعامل فيها إلا ذوي الوفاء واليسار وارفض معاملة من يستند إلى العدم والإعسار وافعل ما يفعله مثلك من الحكام من إنشاء العدالة والفسخ والإنكاح وغير ذلك فقد قلدناك هذه الأحكام فإن عملت فيها بتقوى الله تعالى وطاعته يعينك على ذلك وإن عملت غير ذلك فأنت والله هالك ثم حالك واستمع نصيحتي وافعل ما تبرد به جلدتك وجلدتي إن شاء الله تعالى .
المرتبة الثانية .
قلت وربما كتب التقليد بصيغة كتاب مثل أن يكتب إلى الذي يتولى على قدر مرتبته من صدرت هذه المكاتبة أو هذه المكاتبة ثم يقال تتضمن إعلامه أن المجلس الفلاني بلقبه ويدعى له لما علمنا من حاله كذا وكذا استخرنا الله تعالى وفوضنا إليه الحكم والقضاء بمكان كذا فليباشر ذلك على نحو ما تقدم في التقليد الذي قبله