ومن الناس من يزعم أن الواحدة من أجزائه هي المراد بالذرة المذكورة في القرآن بقوله تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) .
ولأهل النظم والنثر أيضا فيه الوصف والتشبيه .
النوع العاشر مما يحتاج الكاتب إلى وصفه الأجسام الأرضية وهي على أصناف .
الصنف الأول الجبال والأودية والقفار .
فأما الجبال فهي أوتاد الأرض أرسى الله تعالى بها الأرض حيث مادت لما دحاها الله تعالى على الماء .
وقد روي أن الكعبة كانت رابية حمراء طافية على وجه الماء قبل أن يدحو الله الأرض وأن الأرض منها دحيت فلما مادت وأرسيت بالجبال كان أول جبل أرسي منها جبل أبي قبيس بمكة المشرفة فلذلك هو أقرب الجبال من الكعبة مكانا .
وقد نقل أن قاف جبل محيط بالدنيا عنه تتفرع جميع جبال الأرض والله أعلم بحقيقة ذلك .
وتوصف الجبال بالعظمة في القدر والعلو وصعوبة المسلك وما يجري مجرى ذلك .
وأما الأودية فهي وهاد في خلال الجبال جعلها الله تعالى مجاري للسيل ونبات الزرع ومدارج الطرق وغير ذلك .
وتوصف بالاتساع وبعد المسافة والعمق وربما وصفت بخلاف ذلك .
وأما القفار فهي البراري المتسعة الأرجاء الخالية من الساكن .
وتوصف