ببلاد سجلماسة من جنوبي بلاد المغرب الأقصى شجرة ترتفع نصف قامة أو أرجح ورقها كورق الغار إذا عمل منها إكليل ولبسه الرجل على رأسه ومشى أو عدا أو عمل عملا لم ينم ما دام ذلك الإكليل على رأسه ولا يناله من ضرر السهر وضعف القوة ما ينال من سهر وعمل .
وفي بلاد إفرنجة شجرة إذا قعد الإنسان تحتها نصف ساعة مات وإن مسها ماس أو قطع منها غصنا أو ورقة أو هزها مات .
قلت ومما يختص بأرض دون أرض البلسان وهو شجرة لطيفة على نحو ذراع تتفرع فروعا لا تنبت في سائر الدنيا إلا في الديار المصرية بموضع مخصوص من بلدة يقال لها المطرية على القرب من مدينة عين شمس وتسقى من بئر هناك ويقال إنه اغتسل فيها المسيح عليه السلام ولذلك النصارى يعظمون البلسان ويتبركون به .
المقصد الثالث في ذكر اصناف النبات التي أولع الكتاب والشعراء بوصفها وتشبيهها وهي على أضرب .
الضرب الأول ما له ساق .
وهو الشجر وأكثر ما أولع أهل النظم والنثر بثمارها أو نورها في الوصف والتشبيه نثرا ونظما كاللوز والفستق والجلوز وهو البندق والشاة بلوط وهو القصطل والصنوبر والرمان والجلنار والإجاص والقراصيا والزعرور