ثم الغريب على ضربين .
الضرب الأول ما يعاب استعماله مطلقا وهو ما يحتاج في فهمه إلى بحث وتنقيب وكشف من كتب اللغة كقول ابن جحدر .
( حلفت بما أرقلت حوله ... همرجلة خلقها شيظم ) .
( وما شبرقت من تنوفية ... بها من وحى الجن زيز يزم ) .
فالإرقال ضرب من السير وهو نوع من الخبب يقال منه أرقلت الناقة ترقل إرقالا والهمرجلة الناقة السريعة وقال أبو زيد الهمرجلة الناقة النجيبة الراحلة .
والشيظم الشديد الطويل وهو من صفات الإبل والخيل والأنثى شيظمة .
والشبرقة القطع يقال شبرقت الثوب أشبرقه شبرقة إذا قطعته وشبرقت الطريق إذا قطعتها .
والتنوفة المفازة ويقال فيها تنوفية أيضا .
والوحى هنا .
الصوت الخفي يقال سمعت وحاة الرعد وهو صوته الممتد الخفي .
وقوله زيز يزم حكاية لأصوات الجن إذا قالت زي زي وحاصله أنه يقول حلفت هذه الحلفة بما سارت هذه الناقة الشديدة السير العظيمة الخلق وما قطعت من مفازة لا يسمع فيها إلا أصوات الجن وهذا مما لا يوقف على معناه إلا بكد وتعب في كشفه وتتبعه من كتب اللغة .
الضرب الثاني ما يحتاج إلى تدقيق النظر في التصريف وتخريج اللفظ على وجه بعد كلفظ مسرج من قول العجاج .
( ومقلة وحاجبا مزججا ... وفاحما ومرسنا مسرجا ) .
فالمقلة شحمة العين .
والحاجب معروف .
والمزجج المقوس مع طول ودقة في طرفه .
والفاحم الشعر الأسود الذي لونه كلون الفحم .
والمرسن