المرتبة الثانية أن تكون الأولى أقصر والثانية والثالثة متساويتين كقوله تعالى ( بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا ) فالأولى من ثمان كلمات والثانية والثالثة من تسع تسع .
المرتبة الثالثة أن تكون الأولى والثانية متساويتين والثالثة زائدة عليهما وقد أشار إلى هذه المرتبة في حسن التوسل حيث قال فإن زادت القرائن على اثنتين فلا يضر تساوي القرينتين الأوليين وزيادة الثالثة ولم يمثل لها .
المرتبة الرابعة أن تكون الثانية زائدة على الأولى والثالثة زائدة على الثانية قال في المثل السائر وينبغي أن تكون في هذا الحالة زيادة الثالثة متميزة في الطول على الأولى والثانية أكثر من تميز الثانية على الأولى .
ثم قال فإذا كانت الأولى والثانية أربع لفظات تكون الثالثة عشر لفظات أو إحدى عشرة لفظة ومثل له في حسن التوسل بقوله تعالى ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ) فالأولى من ثمان كلمات والثانية من تسع والثالثة من عشر ومثل له في المثل السائر بقوله في وصف صديق فقلت الصديق من لم يعتض عنك بخالف ولم يعاملك معاملة الحالف وإذا بلغته أذنه وشاية أقام عليها حد السارق أو القاذف فالأولى وهي لم يعتض عنك بخالف والثانية بعدها أربع كلمات والثالثة عشر كلمات .
ثم قال وينبغي أن يكون ما يستعمل من هذا القبيل فإن زادت الأولى والثانية على هذه العدة زادت الثالثة بالحساب وإن نقصت الأولى والثانية فكذلك .
لكن قد ضبط في حسن التوسل الزيادة في الثالثة بألا تجاوز المثل والأمر فيما بين