( إذا رأيت نيوب الليث بارزة ... فلا تظنن أن الليث مبتسم ) .
فضرب له مثالا بظهور أنياب الليث فزاده وضوحا .
ومنه قول أبي تمام أيضا .
( وكذاك لم تفرط كآبة عاطل ... حتى يجاورها الزمان بحال ) .
أخذه البحتري فقال .
( وقد زادها إفراط حسن جوارها ... لأخلاق أصفار من المجد خيب ) .
( وحسن دراري الكواكب أن ترى ... طوالع في داج من الليل غيهب ) .
فضرب له مثالا بالكواكب في ظلام الليل فأوضحه وزاده حسنا .
الضرب الثامن .
اتحاد الطريق واختلاف المقصود مثل أن يسلك الشاعران طريقا واحدة فتخرج بهما إلى موردين وهناك يتبين فضل أحدهما على الآخر .
فمن ذلك قول النابغة .
( إذا ما غزا بالجيش حلق فوقه ... عصائب طير يهتدي بعصائب ) .
( جوانح قد أيقن أن قبيله ... إذا ما التقى الجمعان أول غالب ) .
وهذا المعنى قد توارده الشعراء قديما وحديثا وأوردوه بضروب من العبارات فقال أبو نواس .
( يتوخى الطير غزوته ... ثقة باللحم من جزره ) .
وقال مسلم بن الوليد .
( قد عود الطير عادات وثقن بها ... فهن يتبعنه في كل مرتحل )