قال الحسن بن وهب والكتابة نفس واحدة تجزأت في أبدان متفرقة وقال لا عبرة بما يقع بين بعضهم من التنافر والتباين لأن المناسبة إنما تقع عند المساواة أما من وقع دون رتبة الآخر من الفضيلة فليس بمناسب له فيصير القاصر حاسدا لمن فوقه للتقصير الذي فيه .
وبكل حال فإنه يجب عليه أن يعرف لأكفائه حقهم ويحفظ مناسبتهم ويتوخى مساهمتهم ويتلقاهم بالإكرام والتمييز ويجعلهم في أعلى المراتب عنده ويزيدهم على الإنصاف ولا يقصر بهم عما يستوجبونه ويستحقونه ويتخول بمثل ذلك نظراءه في الرياسة من غير الكتاب وإن تعذر عليه الوصول إلى ملتمسهم أطاب قلوبهم بالوعد الجميل في المستقبل واجتهد في الوفاء به .
الضرب الثالث آداب عشرة الأتباع .
قال علي بن خلف وهي لاحقة بعشرة الأكفاء لأن الذين يستعين بهم الكاتب يدعون كتابا ولا يدعون أعوانا وإنما الأعوان خدام الشرطة ومن يجري مجراهم قال وهم وإن كانوا أصحاب الكاتب ومرؤوسيه وأتباعه فاسم الكتابة يجمع بينه وبينهم ومعاشرتهم داخلة في باب التكرم والتفضيل والاستئثار بمحاسن الأفعال ومكارم الشيم .
ثم قال بعد ذلك وينبغي أن يخصهم بالنصيب الأوفر من إكرامه والقسم الأغزر من ملاحظته واهتمامه ويفرض لهم من التقديم والاختصاص وتفقد الأحوال والشؤون والذي ينتهي إليه أمل المرؤوس من الرئيس ليجعل