وأقربها وعليها جاء الشرع وبها نطق التنزيل قال تعالى ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج ) وفيها جملتان .
الجملة الأولى في أحوال الأهلة التي عليها مدار الشهور في ابتدائها وانتهائها .
واعلم أن مسير القمر مقدر بمعرفة الشهور والسنين قال تعالى ( فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب ) والشمس تعطيه في كل ليلة ما يستضيء به نصف سبع قرصه حتى يكمل ثم تسلبه من الليلة الخامسة عشرة كل ليلة نصف قرصه حتى لا يبقى فيه نور فيستتر .
ويروى عن جعفر الصادق Bه أنه سئل عن القمر فقال يمحق كل ليلة ويولد جديدا ويبعد مثل هذا عن جعفر الصادق .
إذا علمت ذلك فللقمر حركتان سريعة وبطيئة كما تقدم في الشمس .
أما الحركة السريعة فحركة فلك الكل به من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق في اليوم والليلة .
واعلم أن الهلال إذا طلع مع غروب الشمس كان مغيبه على مضي ستة أسباع ساعة من الليل ولا يزال مغيبه يتأخر عن مغيبه في كل ليلة ماضية هذا المقدار حتى يكون مغيبه في الليلة السابعة نصف الليل وفي الليلة الرابعة عشرة طلوع الشمس ثم يكون طلوعه في الليلة الخامسة عشرة على مضي ستة أسباع ساعة منها ولا يزال طلوعه يتأخر عن طلوعه في كل ليلة ماضية بعد الإبدار هذا المقدار حتى يكون طلوعه ليلة إحدى وعشرين نصف الليل وطلوعه ليلة ثمان وعشرين مع الغداة .
وإذا أن أردت تعلم على مضي كم من الساعات يغيب أو يطلع من الليل