مؤاخاة النبي لعلي كرم الله وجهه يوم غدير خم وهو غدير على ثلاثة أميال من الجحفة يسرة الطريق تصب فيه عين وحوله شجر كثير وهي الغيضة التي تسمى خما وذلك أن رسول الله لما رجع من حجة الوداع نزل بالغدير وآخى بين الصحابة ولم يؤاخ بين علي وبين أحد منهم فرأى النبي منه انكسارا فضمه إليه وقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي والتفت إلى أصحابه وقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وكان ذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة عشر من الهجرة .
والشيعة يحيون ليلة هذا العيد بالصلاة ويصلون في صبيحتها ركعتين قبل الزوال وشعارهم فيه لبس الجديد وعتق العبيد وذبح الأغنام وإلحاق الأجانب بالأهل في الإكرام .
والشعراء والمترسلون يهنئون الكبراء منهم بهذا العيد .
الجملة الثانية في أعياد الفرس .
وكان دينهم المجوسية وأعيادهم كثيرة جدا حتى إن علي بن حمزة الأصبهاني عمل فيها كتابا ذكر فيه أسباب اتخاذهم لها وسبب سلوكهم فيها وقد اقتصرنا منها على المشهور الذي ولع الشعراء بذكره واعتنى الأمراء بأمره وهي سبعة أعياد .
العيد الأول النيروز وهو تعريب نوروز ويقال إن أول من اتخذه جم شاد أحد ملوك الطبقة الثانية من الفرس ومعنى شاد الشعاع والضياء وإن سبب اتخاذهم لهذا اليوم عيدا أن الدين كان قد فسد قبله فلما مل ك جدده