@ 270 @ | الخامسة : الأمر بالأكل من الطيبات ، ففيه ردّ على الغلاة الذين يمتنعون عنها ، وفيه ردّ على الجفاة الذين لا يقتصرون عليها . | السادسة : الأمر بإصلاح العمل مع الأكل من الطيبات ، ففيه رد على ثلاث طوائف : | أولهم : الآكلون الطيبات بلا شكر ، والشكر هو العمل المرضي . | وثانيهم : من يعمل العمل غير الخالص مثل المرائي وقاصد الدنيا . | وثالثهم : الذي يعمل مخلصاً لكنه على غير الأمر . | السابعة : المسألة العظيمة التي سيق الكلام لأجلها ، وهي فرض الاجتماع في المذهب ، وتحريم الافتراق : فإذا فرضه على الأنبياء مع اختلاف الأزمنة والأمكنة فكيف بأمة واحدة ، ونبيها واحد ، وكتابها ودينها واحد ؟ | الثامنة : ذكره سبحانه فعلهم الذي صدر عنهم بعد ما عرفوا الوصية العظيمة بالاجتماع والنهي عن الافتراق ، وأنهم تقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون ، فذكر أنهم قابلوا الوصية بعد ما سمعوها بما يضادها غاية المضادة ، وهو أنهم تركوا الاجتماع وتفرقوا ، ثم بعد ذلك كل فرقة صنفت لها كتبها غير كتب الآخرين ، ثم كل فرقة فرحت بما تركت من الهدى ، وفرحت بما ابتدعته من الضلال كما قال الشاعر : % ( حَلَفتْ لنا أن لا تخون عهودها % فكأنها حلفت لنا أن لا تفي ) %