@ 356 @ نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً . يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ) ^ يعني أنهم لما رجعوا إلى قومهم قالوا لهم هذا . | وقوله : ^ ( عجباً ) ^ أي بليغاً في لفظه ومعناه ^ ( أنه استمع ) ^ بالفتح لأنه نائب فاعل أوحى ^ ( إنّا سمعنا ) ^ بالكسر لأنه محكي بعد القول ؛ وقوله : ^ ( يهدي إلى الرشد ) ^ أي إلى الصواب وقيل : إلى التوحيد . | ^ ( وأنه تعالى جَدُّ رَبِّنَا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا ) ^ يقول : تعالى جل جلاله وعظمته وغناه عن اتخاذ الصاحبة والولد ؛ وذلك أنهم لما سمعوا القرآن فهموا التوحيد وتنبهوا على الخطأ في عدم تنزيه الله عما لا يليق به فاستعظموا ذلك ونزهوه عنه . | وقوله : ^ ( وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططاً ) ^ سفيههم إبليس قاله مجاهد ، وقيل هو أو غيره من مردة الجن ، والشطط مجاوزة الحد في الظلم أو غيره . | وقوله : ^ ( وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذباً ) ^ يعني أن في ظننا أن أحداً من الثقلين لن يفتري على الله ما ليس بحق فلسنا نصدقهم فيما أضافوا إليه من ذلك ( فلما سمعنا ) القرآن تبين لنا افتراؤهم .