@ 43 @ وأصحابه والأئمة بعدهم على ما نحن عليه ، ثم تنكرونه أعظم من إنكار دين اليهود والنصارى ، مع إقراركم أنه الدين الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والأئمة ؟ أم كيف تنصرون الشرك وما يتبعه ، وتبذلون في نصره النفس والمال مع إقراركم أنه دين الجاهلية المشركين ؟ هذا هو الشيء العجاب ، لا جعل الآلهة إلهاً واحداً ، يا أعداء الله لو كنتم تعقلون ! ! وليس هذا في هذه المسألة وحدها بل كل مسألة اختلفنا وإياهم فيها ، وأقروا أن ما نحن عليه هو الذين عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ فهذه الخصومة فيها واقعة فاصلة لها . | فإن أقروا بذلك ولكن زعموا أن الناس أحدثوا أموراً تقتضي حسن ما هم عليه كقولهم : هذه بدعة حسنة فيها من المصالح كذا وكذا ؛ وفي تركها من المفاسد كذا وكذا ، فيجاوبون بالمسألة الثالثة ، وهي قوله : ! 2 < أأنتم أعلم أم الله > 2 ! فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقراركم أوصانا بقوله : ' عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ' فقد أقررتم أنه أمر بلزوم ما أمرتم بتركه ، وأنه نهى عما أمرتم بفعله ؛ مع إقراركم أنه أوصى بهذه الوصية عند وقوع الاختلاف في أمته ، مع إقراركم أنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ، فالله سبحانه قد علم ما يحدث في خلقه إلى يوم القيامة ، ومع هذا أمر بطاعة رسوله الذي أقررتم به وأنتم تشهدون أنه قاله ؛ فإذا بان لك أن الأولى ، في الأمر بالإخلاص والنهي عن الشرك ، وأن الثانية في الأمر بلزوم