@ 388 @ مما يضرهم بربوبيته ، وقهرهم وأمرهم ونهاهم ، وصَرَّفهم كما يشاء بملكه ، واستعبدهم بالهيبة الجامعة لصفات الكمال كلها . | وأما المستعاذ منه فهو الوسواس ؛ وهو الخفي الإلقاء في النفس ؛ إما بصوت خفي لا يسمعه إلا من أُلقي إليه ، وإما بصوت كما يوسوس الشيطان إلى العبد . | وأما الخناس فهو الذي يخنس ويتأخر ويختفي : وأصل الخنوس الرجوع إلى وراء ، وهذان وصفان لموصوف محذوف وهو الشيطان ، وذلك أن العبد إذا غفل جثم على قلبه وبذل فيه الوساوس التي هي أصل الشر ؛ فإذا ذكر العبدُ ربه واستعاذ به خنس . | قال قتادة : الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب ، فإذا ذكر العبد ربه خنس ، ويقال : رأسه كرأس الحية يضعه على ثمرة القلب يمنّيه ويحدثه ، فإذا ذكر الله خنس ؛ وجاء بناؤه على الفَعَّال الذي يتكرر منه فإنه كلما ذكر الله انخنس ، وإذا غفل عاد . | وقوله : ^ ( من الجنة والناس ) ^ يعني أن الوسواس نوعان إنس وجن ، فإن الوسوسة الإلقاء الخفي لكن إلقاء الإنس بواسطة الأذن والجني لا يحتاج إليها ، ونظير اشتراكهما في الوسوسة اشتراكهما في الوحي الشيطاني