@ 47 @ في الظاهر والباطن ، وفيه أن الإيمان به لا يكفي عن نصرته ، بل لا بد من هذا وهذا ، وفيه أخذه تعالى الميثاق على الأنبياء بذلك دليل على شدته إلا على من يسره الله عليه ، وفيه أن من آتاه الله الكتاب والحكمة أحق بالانقياد للحق إذا جاءه به من بعده ، بخلاف ما عرف من حال الأكثر من ظنهم أنه لو اتبعه غيرهم فهو نقص في حقهم ؛ وفيه مزيد التأكيد بقوله : ! 2 < أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري > 2 ! وفيه إشهادهم معه شهادته سبحانه ؛ وفيه أن من تولى بعد ذلك فجرمه أكبر ، وفيه أن الآخر مصدق لما معهم لا مخالف له . | فإذا كان هذا في أهل الملل فكيف بأهل الملة الواحدة إذا ضلوا ثم جاءهم من يرشدهم إلى دينهم الذي أنزل الله عليهم ، وهو الذي ينتحلونه ؟ فإن تولوا بعد معرفته فأولئك هم الفاسقون . فإن جمعوا مع التولي تكذيبه ، وإن جمعوا مع التكذيب الاستهزاء ؛ فإن جمعوا مع ذلك عداوته الشديدة ، فإن أضافوا إلى ذلك تكفير من صدَّق كتابهم ونبيهم واستحلال دمه وماله ، فإن أضافوا إلى ذلك كله اتباع دين المشركين أعداء نبيهم ؛ ونصروه بما قدروا عليه ، وبذلوا النفوس والأموال في نصرته ؛ وعداوة دين نبيهم وإزالته من الأرض ، حتى لا يذكر فيها فالله المستعان . | و ! 2 < الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق > 2 ! .