نقول ادعيتم محالا فإنه لو كان لما قلتم أصل لكان أولى الاعصار بإظهار ذلك عصر رسولنا ومعلوم أن الجاحدين لرسالته من اليهود في عصره ما تركوا مجهودا في رد نبوته فلو كان في التوراة نص لا يقبل التأويل في تأييد شرعه لأظهروا ذلك فلما لم يظهروا دل على فساد أقوالهم .
وأما الكلام على الطائفة الثانية وهم الذين أنكروا معجزته فنقم عليهم إثبات كون القرآن معجزا .
وبيان الإعجاز فيه من ثلاثة أوجه أحدها جزالة اللفظ وفصاحته مع كونه مخالفا للنظم المعهود عند العرب وهو نظم الشعر وهذا امر لا مراء فيه لأن العرب مع فصاحتهم وكونهم من أهل اللسان كلهم انقادوا له وأقروا بفصاحته ثم منهم من صرح بالإقرار ومنهم من سكت .
والدليل على اعترافهم أنهم ارتقوا في دفعه بالمجاوبة إلى محاربته بالسيوف حتى قتلوا وقهروا ونهب أموالهم وسبي ذراريهم والعاقل لا يشتغل بأمر يكون فيه هلاكه وهو يقدر على دفع الخصم بما لا يخاف منه الهلاك والضرر فلو قدروا على معارضته لاشتغلوا به فثبت أنه من أفصح الكلام .
ومعنى الفصاحة والبلاغة فيه يعود إلى أمرين أحدهما العبارة عن