فرقا بين الشاهد والغائب لجاز أن لا يوصف الباري تعالى بالقدرة أيضا لاتصافه بالعلم فرقا بين الشاهد والغائب على أن هذا باطل لأنا لو قدرنا في الشاهد فاعلا علم ما سيكون من فعله باخبار صادق ووقت وقوعه وصفته لم يكن بد من الإرادة والقصد وقت الفعل فبطل أن يكون وصف الإرادة في الشاهد لفقد العلم .
فإن قالوا والفعل في الشاهد أيضا لا يدل على القصد والإرادة وإنما عرفنا القصد والإرادة بدليل آخر .
قلنا لو جاز مثل هذا في الإرادة لجاز أن يقال الفعل المحكم المتقن لا يدل على العلم في الشاهد وإنما عرفنا العلم في الشاهد بدليل آخر والدليل عليه من الشرع قوله تعالى يفعل الله ما يشاء و يحكم ما يريد وقوله سبحانه إنما قولنا لشيء إذا أردناه وغير ذلك من الآيات .
مسألة .
الباري تعالى سميع بصير وقال الكعبي لا يوصف بالسمع والبصر وزعم أن معنى السميع والبصير في وصفه أنه عالم بالمعلومات على حقائقها .
وقال الجبائي أن المعنى بكونه سميعا بصيرا أنه حي لا آفة به ولا يجوز وصفه بالسمع والبصر