أبيه فقال له يا أبي فقال له إسحاق من أنت يا ولدي قال يعقوب أنا ابنك عيسو بكرك صنعت جميع ما قلت لي فاجلس وتأكل من صيدي لتبارك علي وإن إسحاق قال ليعقوب تقدم حتى أجلسك يا بني هل أنت ابني عيسو أم لا فتقدم يعقوب فجسه إسحاق وقال الصوت صوت يعقوب واليدان يدا عيسو وقال هل أنت هو ابني عيسو فقال أنا فبارك عليه وقال له في بركته تلك تخدمك الأمم وتخضع لك الشعوب وتكون مولى إخوتك وتسجد لك بنو أمك ثم ذكر أن عيسو أتى بالصيد إلى إسحاق فلما عرف إسحاق القصة قال لعيسو عن يعقوب قد صيرته سلطانا وجعلت جميع إخوته عبيدا فرغب إليه عيسو في أن يباركه أيضا ففعل وقال في بركته هوذا بلا دسم الأرض يكون مسكنك وبلا ندى السماء من فوق وبسيفك تعيش ولأخيك تستعبد ولكن يكون حينما تجمح أنك تكسر غيرة عن عنقك .
قال أبو محمد Bه وفي هذا الفصل فضائح وأكذوبات وأشياء تشبه الخرافات فأول ذلك اطلاقهم على نبي الله يعقوب عليه السلام أنه خدع أباه وغشه وهذا مبعد عمن فيه خير من أبناء الناس مع الكفار والأعداء فكيف من نبي مع أبيه نبي أيضا هذه سوآت مضاعفات أين ظلمة هذا الكذب من نور الصدق في قول الله تعالى يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وثانية وهي إخبارهم أن بركة يعقوب إنما كانت مسروقة مأخوذة بغش وخديعة وتخابث وحاشى للأنبياء عليهم السلام من هذا ولعمري إنها لطريقة اليهود فما تلقى منهم إلا الخبيث المخادع إلا الشاذ وثالثة وهي إخبارهم أن الله تعالى أجرى حكمه وأعطى نعمته على طريق الغش والخديعة وحاش لله من هذا ورابعة وهي التي لا يشك أحد في أن إسحاق عليه السلام إذ بارك يعقوب إذ خدعه بزعم النذل الذي كتب لهم هذا الهوس إنما قصد بتلك البركة عيسو وله دعا لا ليعقوب فأي منفعة للخديعة ههنا لو كان لهم عقل وما أشبه هذه القضية إلا بحمق الغالية من الرافضة القائلين أن الله تعالى بعث جبريل إلى علي فأخطأ جبريل وأتى إلى محمد وهكذا بارك إسحاق على عيسو فأخطأت البركة ومضت إلى يعقوب فعلى كلتا الطائفتين لعنة الله فهذه وجوه الخبث والغش في هذه القضية وأما وجوه الكذب فكثيرة جدا من ذلك نسبتهم الكذب إلى يعقوب عليه السلام وهو نبي الله تعالى ورسوله في أربعة مواضع أولها قوله لأبيه إسحاق أنا ابنك عيسو وبكرك فهذه كذبتان في نسق لأه لم يكن ابنه عيسو ولا كان بكره وثالثة قوله لأبيه صنعت جميع ما قلت لي فاجلس وكل من صيدي فهذه كذبتان في نسق لأنه لم يكن قال له شيئا ولا أطعمه من صيده وكذبات أخر وهي بطلان بركة إسحاق إذ قال له تخدمك الأمم وتخضع الشعوب وتكون مولى إخوتك ويسجد لك بنو أمك وقوله لعيسو ولأخيك تستعبد وهذه كذبات متواليات والله ما خدمت الأمم قط يعقوب ولا بنيه بعده ولا خضعت لهم الشعوب ولا كانوا موالى اخوتهم ولا سجد لهم ولا له بنوا أمه بل بنوا بني إسرائيل خدموا الأمم في كل بلدة وفي كل أمة وهم خضعوا للشعوب قديما وحديثا في أيام دولتهم وبعدها فإن قالوا سيكون هذا قلنا لهم ... قد حصلتم على الصغار يقينا ... والأماني بضائع السخفاء ... هيهات