ترجى ربيع أن ستحيا صغارها ... بخير وقد أعيا ربيعا كبارها ... .
لا سيما مع تقضي جميع الآماد التي كانوا ينبئون بأنها لا تنقضي حتى يرجع أمرهم واعلموا أن كل أمة أدبرت فإنهم ينتظرون من العودة ويمنون أنفسهم من الرجعة بمثل ما تمنى به بنو إسرائيل أنفسها ويذكرون في ذلك مواعيد كمواعيدهم فأمل كأمل ولا فرق كانتظار مجوس الفرس بهزام هما وندراكب البقرة وانتظار الروافض للمهدي وانتظار النصارى الذين ينتظرون في السحاب وانتظار الصائبين أيضا لقصة أخرى وانتظار غيرهم للسفياني ... تمن يلذ المستهام بمثله ... وإن كان لا يغني فتيلا ولا يجدي ... وغيظ علي الأيام كالنار في الحشا ... ولكنه غيظ الأسير على القد ... .
وأما قوله تكون مولى اخوتك ويسجد لك بنو أمك فلعمري لقد صح ضد ذلك جهارا إذ في توراتهم أن يعقوب كان راعي ابن عمه لابان ابن ناحور بن لامك وخادمه عشرين سنة وأنه بعد ذلك سجد هو وجميع ولده حاشا من لم يكن خلق منهم بعد لأخيه عيسو مرارا كثيرة وما سجد عيسو قط ليعقوب ولا ملك قط أحد من بني يعقوب بني عيسو وأن يعقوب تعبد لعيسو في جميع خطابه له وما تعبد قط عيسو ليعقوب وسأله عيسو عن أولاده فقال له يعقوب هم أصاغر من الله بهم على عبدك وأن يعقوب طلب رضاء عيسو وقال له إني نظرت إلى وجهك كمن نظر إلى بهجة الله فارض عني واقبل ما اهديت إليك وأن عيسو بالحرا قبل هدية يعقوب حينئذ فما نرى عيسو وبنيه إلا موالي يعقوب وبنيه وكذلك ملك بنو عيسو بإقرار توراتهم ميراثهم لساعير وهي جبال الشراة وبنو لوط ميراثهم بمواب وعمان قبل أن يملك بنو اسرائيل ميراثهم بفلسطين والأردن بدهر طويل ثم لم يزالوا يتغلبون على بني إسرائيل أو يساوونهم طول دولة بني إسرائيل بإقرار كتبهم وما ملك بنو إسرائيل قط بني عيسو ولا بني لوط ولا بني إسماعيل بإقرارهم ولقد بقي بنو عيسو وبنو لوط بإقرار كتبهم في ميراثهم بساعير ومواب وعمان بعد هلاك دولة بني إسرائيل وأخرجهم عن ميراثهم ثم ملكهم بنو إسماعيل إلى اليوم فما نرى تلك البركة كانت إلا معكوسة ونعوذ بالله من الخذلان ولكن حق البركة المسروقة المأخوذة بالخبث في زعمهم أن تخرج معكوسة منكوسة .
فصل .
ثم ذكر أن يعقوب إذ مضى إلى خاله لابان بن بثوال خطب إليه ابنته راحيل وقال له أخدمك سبع سنين في راحيل ابنتك الصغرى فقال له لابان أعطيك اياها أحسن من أن أعطيها رجلا آخر أقم عندي وخدم يعقوب في راحيل سبع سنين وصارت عنده أياما يسيرة في محبته لها وقال يعقوب للابان اعطني زوجتي إذ قد كملت أيامي فأدخل بها وجمع لابان جميع أهل الموضع وصنع وليمة فلما كان بالعشي أخذ ليئة ابنته وزفها إليه ودخل بها فلما كان بالغد ورأى أنها ليئة قال للابان ماذا صنعت أليس في راحيل خدمتك