كما تقول عامتنا أعطه من خبزه كسيرة ما هذه الوساوس التي لا لا ينطق بها إلا لسان من حقه سكنى المارستان أو عيار كافر مستخف بقوم نوكي يوردهم ولا يصدرهم ما شاء الله كان فإن قالوا إنما دعا الناسوت وحده وإياه عنى ابليس وحده قلنا فإن اللاهوت والناسوت عندكم متحدان بمعنى أنهما صارا شيئا واحدا والمسيح عندكم إله معبود وقد قلتم هاهنا إن ابليس قاد المسيح فانقاد له المسيح ودعاه ابليس إلى عبادته والسجود له ومناه ابليس بملك الدنيا وقال للمسيح وقال له المسيح أو قال ليسوع وقال له يسوع وعلى قولكم أنه إنما خاطب الناسوت إنما دعا نصف المسيح ونصف يسوع وإنما منى بزينة الدنيا نصف المسيح فقد كذب لوقا ومتي على كل حال وأهل الكذب هما فكيف هذا ويوجب أن إبليس إنما دعا اللاهوت لأنه قال له أن كنت ابن الله فافعل كذا ولو لم يكن من هذا في الإناجيل إلا هذا الفصل الأبخر وحده لكفى فكيف وله فيها نظائر جمة ونحمد الله على السلامة .
فصل .
قال أبو محمد Bه وذكر في الفصل الذي تكلمنا عليه أن المسيح عليه السلام احتشى من روح القدس وفي أول باب من إنجيل لوقا أن يحيى بن زكريا احتشى من روح القدس في بطن أمه وأن أم يحيى احتشت أيضا من روح القدس فما نرى للمسيح من روح القدس إلا كالذي ليحيى ولأم يحيى من روح القدس ولا فرق فأي فضل له عليهما .
فصل .
قال أبو محمد وفي الباب الثالث من إنجيل متى فلما بلغه حبس يحيى بن زكريا تنحى إلى جلجال وتخلا من مدينة ناصرة ورحل وسكن في كفرنا حوم على الساحل في زابلون ونفثالى ليتم قول أشعيا النبي حيث قال أرض زابلون ونفثالى وطريق البحر خلف الأردن وجلجال الأجناس وكل من كان بها في ظلمة يبصرون نورا عظيما ومن كان ساكنا في ظلل الموت بها يطلع النور عليهم ومن ذلك الموضع ابتدأ يسوع بالوصية وقال توبوا فقد تدانى ملكوت السماء وبينا هو يمشي على ريف البحر بحر جلجال إذ بصر بأخوين أحدهما يدعى شمعون المسمى باطرة والآخر أندرياس وهما يدخلان شباكهما في البحر وكانا صيادين فقال لهما اتبعاني أجعلكما صيادي الأدميين فتخليا وقتهما ذلك من شباكهما واتبعاه ثم تحرك من ذلك الموضع وبصر باخوين أيضا وهما يعقوب ويوحنا بن سيذاي في مركب مع أبيهما يعدان شباكهما فدعاهما فتخليا ذلك الوقت من شباكهما ومن أبيهما ومتاعهما واتبعاه هذا نص كلام متى في انجيله حرفا حرفا وفي أول باب من إنجيل