فصل .
وفي الرابع عشر من إنجيل متى أن المسيح قال لهم انا أقول لكم كل من شخط على أخيه بلا سبب فقد استوجب القتل وأن أضرت إليك عينك اليمنى فافقأها واذهبها عن نفسك فذهابها عنك أحسن من إدخال جسدك الجحيم وإن أضرت إليك يدك اليمنى فابرأ منها فذهابها منك أحسن من إدخال جسدك النار .
قال أبو محمد Bه وهذه شرائع يقرون أن المسيح عليه السلام أمرهم بها وكفهم عنها بلا خلاف بين أحد منهم ولا يرون القضاء بشيء منها فهم على مخالفة المسيح بإقرارهم وهم لا يرون الختان والختان كان ملة المسيح وكان مختونا والمسيح وتلاميذه لم يزالوا إلى أن ماتوا يصومون صوم اليهود ويفصحون فصحهم ويلتزمون السبت إلى أن ماتوا وهم قد بدلوا هذا كله وجعلوا مكان السبت الأحد وأحدثوا صوما آخر بعد أزيد من مائة عام بعد رفع المسيح فكفى بهذا كله ضلالا وكفرا وليس منهم أحدا يقدر على إنكار شيء من هذا فإن قالوا أن المسيح أمرهم بإتباع أكابرهم قلنا لا عليكم أرأيتم لو أن بطارقتكم اليوم أجمعوا على إبطال ما أحدثه بطارقتكم بعد مائة عام من رفع المسيح وأحدثوا لكم صياما آخر ويوما آخر غير يوم الأحد وفصحا آخر وردوكم إلى ما كان عليه المسيح من تعظيم السبت وصوم اليهود وفصحهم أكان يلزمكم اتباعهم فإن قالوا لا قلنا ولم وأي فرق بين إتباع أولئك وقد خالفوا ما نص عليه المسيح والحواريون وبين إتباع هؤلاء فيما أحدثوه آنفا فإن قالوا أن أولئك لعنوا ومنعوا من تبديل ما شرعوا قلنا لهم وأي لعن وأي منع أعظم من منع المسيح من تبديل شيء من عهود التوراة ثم قد بدله من أطعتموه في تبديله له فقد صار منع من بعد المسيح أقوى من منع المسيح وإن قالوا نعم كنا نتبعهم أقروا أن دينهم لا حقيقة له وأنه إنما هو إتباع ما شرع أكابرهم من تبديل ما كانوا عليه ويقال لهم أرأيتم أن أحدث بعض بطارقتكم شرائع وأحدث الآخرون منهم آخر ولعنت كل طائفة منهم من عمل بغير ما شرعت فكيف يكون الحال فأي دين أوسخ وأضل وأفسد من دين من هذه صفته ولقد كان لهم فيما أوردنا من هذا الفصل كفاية في بطلان كل ما هم عليه ولو كان لهم مسكة عقل وحق لكل دين مرجعه إلى متى الشرطي ويوحنا المستخف وماقش المرتد ولوقا الزنديق وباطره اللعين وبولس الموسوس الاضلال لهم في دينهم أن تكون هذه صفته والحمد لله على عظيم نعمته علينا .
فصل .
وفي الباب الخامس من إنجيل متى أن المسيح قال لهم ليكن دعائكم علي ما أصف لكم أبانا السماوي تقدس اسمك ثم قال بعد ذلك وقد علم أبوكم أنكم ستحتاجون إلى جميع هذا وفي آخر الإنجيل أنه قال أنا ذاهب إلى أبي وأبيكم إلهي وإلهكم فما