المسيح قال لأبيها لا تخف وآمن فتحيا فلما بلغا البيت لم يدخل مع نفسه في البيت إلا باطرة ويوحنا ويعقوب وأبو الجارية وكانت الجماعة تبكي وتلتدم فقال لهم لا تبكوا فإنها راقدة وليست ميتة فاستهزؤا به معرفة بموتها فأخذ بيدها ودعاها وقال يا جارية قومي فعادت إليها روحها وقامت من وقتها وأمر أن تطعم طعاما وجاء أبواها وأمرهما أن لا يعلما أحدا بما فعل وذكر مثل هذا في الباب الخامس من إنجيل مارقش .
قال أبو محمد في هذا الفصل مصائب جمة أحدها كان يكفي في أنه إنجيل موضوع مكذوب أولها حكايتهم عن المسيح أنه كذب جهارا إذ قال لهم لم تمت إنما هي حية راقدة ليست ميتة فإن كان صادقا في أنها ليست ميتة فلم يأت بآية ولا بعجيبة وحاشى لله أن يكذب نبي فكيف إله وليس لهم أن يقولوا أن الآية هي ابراؤها من الإغماء لأن في نص إنجيلهم أنه قال لأبيها آمن فتحيا ابنتك فلا بد من الكذب في أحد القولين والثانية أن متى ذكر أن أباها جاء إلى المسيح وهي قد ماتت وأخبره بموتها ودعاه ليحيها ولوقا يقول أن أباها أتى إلى المسيح وهي مريضة لم تمت وأتي به ليبرئها بعد وأن الرسول لقيه في الطريق وقال له لا تتعبه فقد ماتت فأحد النذلين كاذب بلا شك فعليهما لعائن الله وسخطه فلا يجوز أخذ الدين عن كذاب والثالثة إنفراد المسيح عن الناس عند مجيئه بهذه الآية حاشى أبويها وثلاثة من أصحابه ثم استكتامه أياهم ذلك والآيات لا تطلب لها الخلوات لا تسترعن الناس وفي الأناجيل من هذا كثير من أنه لم يقدر في بعض الأوقات على آية مرة بحضرة بلاطس ومرة بحضرة اليهود وأنه قال لمن طلب منه آية أنكم لا ترون آية إلا آية يونس إذ بقي في بطن الحوت ثلاثا وما كان هكذا فإنما هي أخبار مسترابة وكذبات مفتعلة ونقل عمن لا خير فيه وبالله تعالى التوفيق .
فصل .
وفي الباب العاشر من إنجيل متى أن المسيح جمع إلى نفسه اثني عشر رجلا من تلاميذه وأعطاهم سلطانا على الأرواح النجسة أن ينفوها وأن يبرئوا من كل مرض وهذه أسماؤهم أولهم شمعون المسمى بباطرة وأندرياش أخوه ويعقوب بن سيذاي ويوحنا أخوه وفيلبس وبرثلوما وطوما ومتى الجابي ويعقوب ويهوذا أخوه وشمعون الكنعاني ويهوذا الأسخربوطي الذي دل عليه بعد ذلك فبعث يسوع هؤلاء الإثني عشر وقال لهم لا تسلكوا في سبيل الأجناس ولا تدخلوا في مدائن السامريين ولكن احتضروا إلى