يكون نبي بغير حرمة إلا في وطنه وبين عشيرته وفي أهل بيته وليس كان يقوى أن يفعل هنالك آية لكن وضع يديه على مرضي قليل فأبرأهم وفي الباب الثامن من إنجيل لوقا فلما دخل والد المسيح البيت وبعد هذا بيسير قال فكان يعجب منه أبوه وأمه وبعده بيسير قول مريم أمه له فقد طلبك أبوك وأنا معه وفي الباب السابع منه أقبلت إليه أمه وأخوته وفي الباب الثامن عشر من إنجيل يوحنا وبعد هذا نزل إلى كفرنا حوم ومعه أمه وأخوته وتلاميذه .
وفي الباب السابع من إنجيل يوحنا وكان أخوته لا يؤمنون به .
قال أبو محمد في هذه الفصول ثلاث طوام نذكرها طامة طامة إن شاء الله تعالى أولها أتفاق الأناجيل الأربعة على أنه كان له والد معروف من الناس وأخوة وأخوات سمى الأخوة بأسمائهم وهم أربعة رجال سوى الأخوات ولا يعول في ذلك إلا على إقرار أمه بأن له والدا طلبه معها وهو يوسف الحداد أو النجار فأما أمه فقد اتفقنا نحن واليهود وجمهور النصارى على أنها حملت به حمل النساء وولدته كما تلد النساء أولادهن إلا طائفة من النصارى قالت لم تحمل به ولكن دخل من أذنها وخرج من فرجها في الوقت كالماء في الميزاب ولكن بقي علينا أن نعرف كيف تقول أمه عليها السلام عن النجار أو الحداد أنه أبوه ووالده فإن قالوا أن زوج الأم يسمى في اللغة أبا قلنا هبكم أن هذا كذلك كيف العمل في هؤلاء الذين اتفقت الأناجيل على أنهم أخوته وأخواته وإنما هم أولاد يوسف النجار أو الحداد وما وجد قط في اللغة العبرانية أن ولد الربيب من غير الأم يسمى أخا إلا أن يقولوا أن مريم ولدتهم من النجار فقد قال هذا طائفة من قدمائهم منهم يليان مطران طليطلة ونحن نبرأ إلى الله تعالى مما يقول هؤلاء الكفرة أن يكون لإله معبود أم أو خال أو خالة أو ابن خاله أو ربيب أو أخ أو أخت وتبا لعقول يدخل هذا فيها من أن لله تعالى ربيبا هو زوج أمه وليس يمكنهم أن يقولوا إنما أراد كتاب الإنجيل أنهم أخوته في الإيمان والدين لأن يوحنا قد رفع الإشكال في ذلك وقال ومعه أخوته وتلاميذه فجعلهم طبقتين وقال أيضا إن أخوته كانوا لا يؤمنون به وتالله لولا أنا شاهدنا النصارى ما صدقنا أن من يلعب بقذره وما يخرج من سفله يصدق بشيء من هذا الحمق ولكن تبارك من أرانا بهذا أنه لا ينتفع أحد ببصره ولا بسمعه ولا بتمييزه إلا أن يهديه خالق الهدى والضلال نسأل الله الذي هدانا لملة الإسلام البيضاء الواضحة السليمة من كل ما ينافره العقل أن لا يضلنا بعد إذ هدانا حتى نلقاه على ملة الحق ونحلة الحق ومذهب الحق ناجين من خلل الكفر ونحل الضلال ومذاهب الخطأ وفي كل ما أوردناه بيان واضح في أن الذين ألفوا الأناجيل كانوا عيارين مستخفين بمن أضلوه متلاعبين بالدين والطامة الثانية إقرارهم بأن المسيح لم يكن