قال له الكلام الثاني فهو والله كلام حق يشهد به المنافق على اللعين باطرة شاه وجهه وعليه سخط الله وغضبه ثم عجب ثالث أننا قد ذكرنا قبل أر في الباب الثاني عشر من إنجيل متى أن المسيح أشرك مع باطرة في هذه الخطة التي أفرده بها ها هنا سائر الإثني عشر تلميذا وفي جملتهم السارق الكافر الذي دل عليه اليهود برشوة ثلاثين درهما أخذها منهم وانه قال لجميعهم ما حرمتموه في الأرض كان حراما في السموات وما حللمتموه في الأرض كان حلالا في السماء فيا ليت شعري كيف يكون الحال إن اختلفوا فيما ولاهم من ذلك فأحل بعضهم شيئا وحرمه آخر منهم كيف يكون الحال في السموات وفي الأرض لقد يقع أهلهما مع هؤلاء السفلة في شغل وفي حرمة وحل معا فإن قيل لا يجوز أن يختلفوا قلنا سبحان الله وأي خلاف أعظم من تحليل يهوذا إسلامه إلى اليهود وأخذه ثلاثين درهما رشوة على ذلك إلا أن كان عزله عن خطة الإلهية بعد أن ولاه إياها فلعمري إن من قدر أن يوليها إنه لقادر على العزل عنها ولعمري لقد رذلت هذه المنزلة عند هؤلاء الأرذال حقا إذ يليها السراق ومن لا خير فيه ثم يعزلون عنها بلا مؤونة تعالى الله والله لو دكت الجبال والأرض دكا وخرت السموات العلا وصعق كل ذي روح عند سماع كفر هؤلاء الخساس لما كان ذلك بكبير وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا يخلو هذا القول من أحد وجهين لا ثالث لهما أما أنه أراد أن باطرة والتلاميذ المولين هذه الخطة لا يحللون شيئا ولا يحرمون إلا بوحي من الله D فإن كان هذا فقد كذب في قوله الذي ذكرنا قبل أن كل نبوة فمنتهاها إلى يحيى بن زكريا لأن هؤلاء أنبياء على هذا القول .
وأما أنه أراد أنه جعل لباطرة وأصحابه ابتداء الحكم في التحريم والتحليل من عند أنفسهم بلا وحي من الله تعالى فيجب على هذا أنهم متى حرموا شيئا حرمه الله تعالى إتباعا لتحريمهم ومتى حللوا شيئا حلله الله تعالى إتباعا لتحليلهم فلئن كان هكذا فإنها لخطة خسف ونرى باطرة النذل وأصحابه الأوغاد قد صاروا حكاما على الله تعالى ولقد صار D تابعا لهم وحاشى لله تعالى من هذا كله وما نرى باطرة المنتن وأصحابه الرذلة حصلوا من مفاتيح السموات ومن خطة الألهية إلا على حلق اللحى بالنتف وعلى ضرب الظهور بالسياط والصلب أما باطرة فدبره إلى فوق ورأسه إلى أسفل والحمد لله رب العالمين .
قال أبو محمد ليعلم كل مسلم أن هؤلاء الذين يسمونهم النصارى ويزعمون أنهم كانوا حواريين للمسيح عليه السلام كباطرة ومتى الشرطي ويوحنا ويعقوب ويهوذا الأخساء