مؤمنا ولا مهتديا الاعلى معنى جرى احكام الإيمان على المجنون والطفل خاصة وبرهان ما قلنا قول الله تعالى ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لاملان جهنم من الجنة والناس اجمعين فصح أن الهدى الذي لو أراد الله تعالى جمع الناس عليه هو المنقذ من النار والذي لا يملا جهنم من أهله وكذلك قوله تعالى وما كان لنفس ان تؤمن إلا باذن الله فصح ان الايمان جملة شيء واحد وهو المنقذ من النار الموجب للجنة وأيضا فإن الله D يقول من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ويقول انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ويقول تعالى ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء فهذه الآيات مبنية على ان الهدى المذكور هو الاختيارى عند المعتزلة لانه تعالى يقول لنبيه A ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وقال تعالى لا اكراه في الدين فصح يقينا ان الله تعالى لم يرد قط بقوله لجمعهم على الهدى ولآمن من في الأرض ايمانا فيه اكراه فبطل هذرهم والحمد لله رب العالمين فإن قالوا لنا فأذا أراد الله تعالى كون الكفر والضلال فأريدوا ما أراد الله تعالى من ذلك قلنا لهم وبالله تعالى التوفيق ليس لنا ان نفعل ما لم نؤمر به أولا يحل لنا أن نريد ما لم يأمرنا الله تعالى بأرادته وإنما علينا ما أمرنا به فنكره ما أمرنا بكراهيته ونحب ما أمرنا بمحبته ونريد ما أمرنا بإرادته ثم نسألهم هل أراد الله تعالى إمراض النبي A إذ أمرضه وموته A إذ أماته وموت إبراهيم إبنه إذ أماته أو لم يرد الله شيئا من ذلك فلا بد من أن الله تعالى أراد كون كل ذلك فيلزم ان يريدوا موت النبي A ومرضه وموت ابنه إبراهيم لأن الله تعالى أراد كل ذلك فأن أجابوا الى ذلك ألحدوا بلا خلاف وعصوا الله ورسوله وإن أبوا من ذلك بطل ما أرادوا الزامنا اياه الا إنه لازم الهم على أصولهم الفاسدة لا لنا لأنهم صححوا هذه المسألة ونحن لم نصححها ومن صحح شيئا لزمه ثم نقول لهم وبالله تعالى التوفيق لسنا ننكر في حال ما يباح لنا فيه إرادة الكفر من بعض الناس فقد أثنى الله D على ابن آدم في قوله لأخيه إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فهذا ابن آدم الفاضل قد أراد أن يكون أخوه من أصحاب النار وأن يبوء بإثمه مع إثم نفسه وقد صوب الله D قول موسى وهارون عليهما السلام ربنا أطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال قد أجيبت دعوتكما فهذا موسى وهارون عليهما السلام قد أرادا وأحبا أن لا يؤمن فرعون وأن يموت كافرا الى النار وقد جاء عن رسول الله A إنه دعا على عتبة بن أبي وقاص أن يموت كافرا الى النار فكان كذلك قال ابو محمد واصدق الله D أنا عن نفسي التي هو أعلم بما فيها منى أن الله تعالى يعلم أني لاسر بموت عقبة بن أبي معيط كافرا وكذلك أمر أبي لهب لاذاهما رسول الله A ولتتم كلمة العذاب عليهما وإن المرء ليسر بموت من استبلغ في أذاه ظلما بأن يموت على أقبح طريقة وقد روينا هذا عن بعض الصالحين في بعض الظلمة ولا حرج على من ائتسى بمحمد وبموسى وبأفضل أبني آدم A وليت شعري أي فرق بين لعن الكافر والظالم والدعاء عليه بالعذاب في النار وبين الدعاء عليه بأن يموت غير متوب عليه والمسرة بكلا الأمرين وحسبنا الله ونعم الوكيل وقال D ولو شاء الله