أفضل منه ثم حمقه أيضا في هذا حمق عتيق لأنه تكليف ما لا يطاق ولا سبيل إلى القطع بفضل أحد على أحد إلا بنص من الله D وكيف يحاط بالأفضل من قريش وهم مبثوثون من أقصى السند وكابل ومكران إلى الأشوتة إلى سواحل البحر المحيط ومن سواحل بحر اليمن إلى ثغور أرمينية وأذربيجان فما بين ذلك اللهم العن من لا يستحي ومن العجب أن هذا النذل الباقلاني قطع بخلاف الإجماع على أبي حنيفة بإجازته للفراة الفارسية وصرح بأن ترتيب الآيات في القرآن اجماع وقد أجاز مالك لمن قرأ عند غروب الشمس وطلوعها فجاءته آية سجدة أن يصل التي قبلها بالتي بعدها فمالك عنده مخالف للإجماع وقطع بأن الشافعي مخالف للإجماع في قوله بسم الله الرحمن الرحيم اية من أم القرآن وان داود خالف الإجماع في قوله بإبطال القياس أفلا يستحي هذا الجاهل من أن ينصف العلماء بصفته مع عظيم جهله بأن عاصما وابن كثير وغيرهما من القراء وطائفة من الصحابة تقول بقول الشافعي الذي جعله خلافا للإجماع وأنه لم يأت قط عن أحد من الصحابة إيجاب الحكم بالقياس من طريق تثبت وأنه قد قال بإنكاره ابن مسعود ومسروق والشعي وغيرهم ولكن من يضلل الله فلا هادي له ومن عجائبه قوله أن المامي إذا نزلت به النازلة ففرضه أن يسأل أفقه أهل بلده فإذا أفتاه فهو فرضة فإن نزلت به تلك النازلة ثانية لم يجز له أن يعمل بتلك الفتيا لكن يسأل ثانية أما إذا كان الفقيه وأما غيره ففرضه أن يعمل بالفتيا الثانية وهكذا أبدا .
قال أبو محمد هذا تكليف ما لا يطاق إذا وجب على كل أحد من العامة أن يسأل أبدا عن كل ما ينوبه في صلاته وصيامه وزكاته ونكاحه وبيوعه ويكرر السؤال عن كل ذلك كل يوم بل كل ساعة فهل في الحماقة أكثر من هذا ونعوذ بالله من الخذلان .
ذكر شنع لقوم لا تعرف فرقهم .
قال أبو محمد إدعت طائفة من الصوفية أن أولياء الله تعالى من هو أفضل من جميع الأنبياء والرسل وقالوا من بلغ الغاية القصوى من الولاية سقطت عنه الشرائع كلها من الصلاة والصيام والزكاة وغير ذلك وحلت له المحرمات كلها من الزنا والخمر وغير ذلك وأستباحوا بهذا نساء غيرهم وقالوا إننا نرى الله ونكلمه وكلما قذف في نفوسنا فهو حق ورأيت لرجل منهم يعرف إبن شمعور كلاما نصه إن لله تعالى ماية إسم وإن الموفى ماية هو ستة وثلاثون حرفا ليس مهنا في حروف الهجاء شيء إلا واحد فقط وبذلك الواحد يصل أهل المقامات إلى الحق وقال أيضا أخبرني بعض من رسم لمجالسة الحق أنه مد رجله يوما فنودي ما هكذا مجالس الملوك فلم يمد رجله بعدها يعني أنه كان مديما لمجالسة الله تعالى وقال أبو حاضر النصيبي من أهل نصيبين وأبو الصباح السمرقندي وأصحابهما أن الخلق لم يزالوا مع الله تعالى وقال أبو الصياح لا تحل ذبائح أهل الكتاب وخطأ فعل أبي بكر الصديق Bه في قتال أهل الردة وصوب قول الصحابة الذين رجعوا عنه في حربهم وقال أبو شعيب القلال أن ربه جسم في صورة إنسان لحم ودم ويفرح ويحزن ويمرض ويفيق وقال بعض الصوفية أن ربه يمشي في الأزقة حتى أنه يمشي في صورة مجنون يتبعه الصبيان بالحجارة حتى تدموا عقبة فأعلموا رحمكم الله أن هذه كلها كفرات صلع وأقوال قوم يكيدون الإسلام وصدق القائل ... شهدت بأن إبن المعلم هازل ... بأصحابه والباقلاني أهزل