أولاد حام فقال بنو حام كوش ومصرايم وفوحا وكنعان وبنو كوش وصبان وزويلة ورغاوة ورعمة وسفتخا وبنو رعمة السند والهند وكوش ولد غرود الي ابتدأ يكون جبارا في الأرض الذي كان جبار صيد بين يدي الله D وكان أول مملكته بابل فحصل من هذا الخبر تكذيب نوح في خبره وهو بإقرارهم نبي معظم جدا وإذ وصف أن ولد أبي كنعان صاروا ملوكا على أخوة بني كنعان وعلى بنيهم ثم العجب كله على أن ما توجبه توراتهم كان ملك نمرود بن كوش بن كنعان بن حام على جميع الأرض ونوح حي وسام بن نوح حي لأن في نص توراتهم أن نوحا عاش إلى أن بلغ إبراهيم بن تارح عليه السلام ثمانية وخمسين عاما وأن سام بن نوح عاش إلى أن بلغ يعقوب وعيصا ابنا إسحق بن إبراهيم عليهما السلام خمسا وأربعين سنة على ما ذكره من مواليدهم أبا فأبا فما لنا نرى خبر نوح معكوسا فإن قالوا إن السودان تملكوا اليوم قلنا وفي السودان ملك عظيم جدا وممالك شتى كغانة والحبشة والنوبة والهند والتبت والأمر بينهم سواء يملكون طوائف من بني سام كما يملك بنو سام طوائف منهم وحاش لله أن يكذب نبي .
فصل .
وقالت توراتهم إن نوحا لما بلغ خمسمائة سنة ولد له يافث وسام وحام ثم ذكرت أن نوحا إذ بلغ ستمائة سنة كان الطوفان ولسام يومئذ مائة سنة وقالت بعد ذلك إن سام بن نوح لما كان ابن مائة سنة ولدار فخشاذ لسنتين بعد الطوفان وهذا كذب فاحش وتلون سمج وجهل مظلم لأنه إذا كان نوح إذ ولد له سام ابن خمسمائة سنة وبعد مائة سنة كان الطوفان فسام حينئذ ابن مائة سنة وسنتين وفي نص توراتهم أنه كان ابن مائة سنة وهذا كذب لا خفاء به حاش لله من مثله .
فصل .
وبعد ذلك أن الله تعالى قال لإبراهيم أعلم علما أنه سيكون نسلك غريبا في بلد ليس له ويستعبدونهم ويعذبونهم أربعمائة سنة وأيضا القوم الذين يعذبونهم يحكم لهم وبعد ذلك بشرح عظيم وأنت تسير لآبائك بسلام وتدفن بشيبة صالحة والجيل الرابع من البنين يرجعون إلى ها هنا .
قال أبو محمد Bه في هذا الفصل على قلته كذبتان فاحشتان شنيعتان منسوبتان إلى الله تعالى وحاش لله من الكذب والخطأ فأحدهما قوله والجيل الرابع من البنين يرجعون إلى هاهنا وهذا كذب لا خفاء به لأن الجيل الأول من بني إبراهيم عليه السلام هم إسحاق واخوته عليهم السلام والجيل الثاني هم يعقوب وعيصا وبنو أعمامهما والجيل الثالث أولاد يعقوب لصلبه وهم دوبان وشمعون ويهوذا ولاوى وساخار وزابلون ويوسف وبنيامين وداى وهباد وعاذ وأشار وأولاد عيصا ومن كان في تعدادهما من سائر عقب إبراهيم والجيل الرابع هم أولاد هؤلاء المذكورين وهم والجيل الثالث آباؤهم ويعقوب جدهم هم الداخلون مصر لا الخارجون منها بنص توراتهم وإجماعهم كلهم بلا خلاف من أحد منهم وإنما رجع إلى االشام بنص توراتهم وإجماعهم كلهم الجيل السادس من أبناء إبراهيم وهم أولاد الجيل الرابع المذكور وما رجع من الجيل الرابع ولا من الجيل الخامس ولا واحد إلى الشام وحاشى لله م ن أن يكذب في خبره