قولُه : نُوضع حوله من الاِيضاع . يقال : أَوْضَعْت بَعيرى موضع واسْم السَّيْر : الوَضعْ وهوَ سَيْر حَثيث دون الجَهْد . والاِ يجاف مثْلُه . ومنه قول اللّه جلَّ وعزَّ : فما أَوْجَعْتُم عليه من خَيْلٍ ولا رِكَاب .
وبلغَني عن الأصمعى انَّه قال : قِيل لرجُل أَسْرع في مسَيره كيف كان مَسيرُك ؟ فقال : كنت آكل الوجَبْة وأُعرِّسّ اذا أَفْجَرت وارْتحل اذا أَسْفَرت وأَسير الوَضعْ وأحْتَتُّ المَلعْ فجئتكم لمسير سَبْع .
والمَلعْ : سيُر شَديد ومنه قيل للنّاقة مَيْلعَ وانّما احْتَثَّ الملع لأنَّه يَحْسِر ويَقْطع . ولذلك قيل شرُّ السَّيْر .
وقولُه : كنت آكل الوجْبَة يريد : انَّه كان يأْكل في اليوم واللَّيلة أكلْة واحدة . يقال : فلان يأكْل الوجْبَة والوزَمْة .
والذي يراد من الحديث انَّه أَوْضع في الإفاضَة وروى عنه أيضاً انَّه كان يقول : وجدنا الاِفاضة هي الايِضاعَ وكان غيرُه يَسير على هَيئته .
وروى أُسامة : " أَنَّ رسولَ اللّه صَلَّى اللّه عَلَيْهِ وسلمَ أَفاضَ وعليه السَّكينة وأَمرهم بالسَّكينة وأَوَضْعَ في وادي مُحَسِّر "