( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
رب سهل واعن يا كريم .
قال الشَّيْخُ الإمَامُ العَالِم الصَّدرُ الكَبيرُ جمالُ الدينِ شيخُ الإِسلامِ أبو الفرجِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ علي بنُ محمد بن علي بن الجوزي تغمده الله تعالى برحمته الحمد لله الذي جعل الإِنسان إِنسان عين المخلوقات وَزَيَّنَهُ بالنطق وتعلم الكلمات وفضَّلَ اللغة العربية على سائِرِ اللغات أَحْمَدُهُ على النَّغَمِ السَّابِغَاتِ وأَشْكُرُه على الأيَادِي البَالِغَات وأصلي على رسولِهِ محمدٍ أَشرفِ الأنبياءِ وسيِّدِ السَّادَاتِ وعلى أصحابِهِ وأتباعهِ إِلى يوم الفَصْلِ والميقاتِ وسلم تسليماً كثيراً دائماً بدوام الأرضِ والسمواتِ .
أمّا بَعْدُ فإنَّ رَسُولَ الله كان عَرَبِيَّاً وكذلك جمهورُ أصحابِهِ وتابِعيهم فَوَقَع في كلامهم من اللُّغَةِ ما كَانَ مَشْهُوراً بينهم ثم وقعت مخالطة الأعَاجمِ فَفَشَى اللَّحْنُ وجَهَلَ جمهورُ النَّاسِ مُعظَمِ اللغةِ فافتقر ذلك الكلام إِلى التفسير وقد كان جمع شيئاً من غريب الحديث النَّضر بن شُمَيْل وأبو عبيدة مَعْمَر بن المثنّى والأصمعي في جماعة كانوا في