@ 190 @ | شعائر يشعر بها الحاج . فهذه المقامات والمراتب والأحوال شعائر يشعر بها حال | السالك وكما أنه لا يجوز في ظاهر الشرع تغييرها عن موضعها والخروج عن حكمها | فكذلك هذه في شرع المحبين كما يحكى عن أحدهم أنه كان يتكلم في الصبر فدب | عقرب على ساقه وأخذت تضربه وهو على حاله لا ينحيها فسئل عنه فقال : أستحي | من أن أتكلم في مقام وأنا أفعل ما ينافيه ! 2 < ولا الشهر الحرام > 2 ! أي : وقت الإحرام | بالحج الحقيقي وهو وقت السلوك والوصول بالخروج عن حكمه والاشتغال بما ينافيه | ويصده عن وجهته ويثبطه في سيره ! 2 < ولا الهدي > 2 ! ولا النفس المستعدة المعدة للقربان | عند الوصول إلى فناء الحضرة الإلهية على ما أشير إليه باستعمالها في شغل يصرفها | عن طريقها أو يضعفها أو حمل فوق طاقتها من الرياضة ، فينقطع دون البلوغ إلى | المحل ! 2 < ولا القلائد > 2 ! ولا ما قلدته النفس من شعار أهل السلوك والسنن والأعمال | الظاهرة بتركها وتغييرها عن وضعها ! 2 < ولا آمين البيت الحرام > 2 ! ولا القاصدين المجدين | في السلوك المجتهدين بتغيرهم ومنعهم عن الرياضة وإيهان عزائمهم بالمخالطة وتقليل | السعي وإيهامهم أنه لا حاجة بهم إليه وشغلهم بما يصدهم أو يكسلهم ! 2 < يبتغون فضلا من ربهم > 2 ! بتجليات الأفعال ! 2 < ورضوانا > 2 ! بتجليات الصفات . | | ! 2 < وإذا حللتم > 2 ! بالرجوع إلى البقاء بعد الفناء والاستقامة ! 2 < فاصطادوا > 2 ! أي : فلا | حرج عليكم في الحظوظ بل ربما كان تمتيع النفس بالحظوظ إعانة لها في مشاهداتها | ومكاشفاتها لشرفها وذكائها وشدة صفائها ! 2 < ولا يجرمنكم شنآن قوم > 2 ! إلى آخره ، أي : | لا يكسبنكم بعض القوى النفسانية المانعة عن سلوككم أن تقهروها بالكلية بمنعها عن | الحقوق التي تقوم بها فتبطلوها أو تضعفوها عن منافعها وما يحتاج إليه من أفعالها | بسبب صدها إياكم ، فإن وبال ذلك عائد إليكم . أو عداوة قوم من أهليكم وأقاربكم | وأصدقائكم بسبب منعهم إياكم عن التجريد والرياضة في السلوك ! 2 < أن تعتدوا > 2 ! عليهم | بإضرارهم ومقتهم وإرادة الشر بهم فإنه أضر بكم في السلوك من منعهم إياكم | ! 2 < وتعاونوا على البر والتقوى > 2 ! بتدبير تلك القوى وسياستها بالإحسان إليها بحقوقها | ومنعها من حظوظها أو بمراعاة الأهلين والأقارب والأصدقاء بمواساتهم والإحسان | إليهم ، والمعروف في حقهم مع مخالفتهم إلى ما يمنعكم عنه والاجتناب عن ذلك ، | كما قال تعالى : ! 2 < فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا > 2 ! [ لقمان ، الآية : 15 ] ، ! 2 < واتقوا الله > 2 ! واجعلوه وقاية لكم في هذه الأمور واحذروه في خلافها ! 2 < أن الله شديد العقاب > 2 ! | يعاقبكم بالصد والحرمان . | | تفسير سورة المائدة آية 3 |