@ 344 @ | $ سورة الحاقة $ | | بسم الله الرحمن الرحيم | .
تفسير سورة الحاقة من [ آية 1 - 8 ] | | ! 2 < الحاقة > 2 ! هي الساعة الواجبة الوقوع التي لا ريب فيها إن أريد بها القيامة | الصغرى أو التي تحق فيها الأمور ، أي : تعرف ، وتحقق إن أريد بها الكبرى . والمعنى : | أن الساعة ما هي وما أعلمك أي شيء هي ، أي : لا يعرف شدتها وهولها وما يظهر فيها | من الأحوال على المعنى الاول ، أو لا يعرف حقيقتها وارتفاع شأنها وإنارة برهانها وما | يبدو فيها أحد إلا الله . وكلتا القيامتين تقرع الناس وتهلكهم وتفنيهم وتستأصلهم بالشدة | والقهر ، وأما تكذيبهم بالاولى فلإقبالهم من الدنيا وترك العمل لها وغفلتهم وغرورهم | بالحياة الحسية . وأما بالثانية فلعدم وقوفهم عليها وإنكارهم لها واحتجابهم عنها ، وقد | يطابق مثل المكذبين بمثل المفرطين أي : المقصرين والغالين بأن يقال : ! 2 < فأما ثمود > 2 ! | وهم أهل الماء القليل أي : أهل العلم الظاهر المحجوبون عن العلوم الحقيقية ! 2 < فأهلكوا بالطاغية > 2 ! أي : الحالة الكاشفة عن الباطن وعالم التجرد التي تطغى على علومهم فتفنيها | وهي خراب البدن . | | ! 2 < وأما عاد > 2 ! الغالون المجاوزون حد الشرائع بالتزندق والإباحة في التوحيد | ! 2 < فأهلكوا بريح > 2 ! هوى النفس الباردة بجمود الطبيعة وعدم حرارة الشوق والعشق العاتية | أي : الشديدة الغالبة عليهم الذاهبة بهم في أودية الهلاك . | | ! 2 < سخرها > 2 ! الله ! 2 < عليهم > 2 ! في مراتب الغيوب السبعة التي هي لياليهم لاحتجابهم | عنها . والصفات الثمانية الظاهرة لهم كالأيام وهي الوجود والحياة والعلم والقدرة | والإرادة والسمع والبصر والتكلم ، أي : على ما ظهر منهم وما بطن تقطعهم وتستأصلهم | ! 2 < فترى القوم فيها صرعى > 2 ! موتى لا حياة حقيقية لهم لأنهم قائمون بالنفس لا بالله كما | قال : ! 2 < كأنهم خشب مسندة > 2 ! [ المنافقون ، الآية : 4 ] ، ! 2 < كأنهم أعجاز نخل > 2 ! أي : أقوياء | بحسب الصورة لا معنى فيهم ولا حياة ، ساقطون عن درجة الاعتبار والوجود الحقيقي |