@ 441 @ | $ سورة الناس $ | | بسم الله الرحمن الرحيم | .
تفسير سورة الناس من [ آية 1 - 6 ] | | ! 2 < قل أعوذ برب الناس > 2 ! رب الناس هو الذات مع جميع الصفات لأن الإنسان هو | الكون الجامع الحاصر لجميع مراتب الوجود فربه الذي أوجده وأفاض عليه كماله هو | الذات باعتبار جميع الأسماء بحسب البداية المعبر عنها بالله ، ولهذا قال تعالى : ! 2 < ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي > 2 ! [ ص ، الآية : 75 ] بالمتقابلين من الصفات كاللطف والقهر | والجمال والجلال الشاملين لجميعها تعوذ بوجهه بعدما تعوذ بصفاته ولهذا تأخرت هذه | السورة عن المعوذة الأولى إذ فيها تعوذ في مقام الصفات باسمه الهادي فهداه إلى ذاته . | | ثم بين رب الناس بملك الناس على أنه عطف بيان لأن الملك هو الذي يملك | رقابهم وأمورهم باعتبار حال فنائهم فيه من قوله : ! 2 < لمن الملك اليوم لله الواحد القهار > 2 ! [ غافر ، الآية : 16 ] فالملك بالحقيقة هو الواحد القهار الذي قهر كل شيء بظهوره | ثم عطف عليه ! 2 < إله الناس > 2 ! لبيان حال بقائهم بعد الفناء لأن الإله هو المعبود المطلق | وذلك هو الذات مع جميع الصفات باعتبار النهاية . استعاذ بجنابه المطلق ففني فيه فظهر | كونه ملكا ثم رده إلى الوجود لمقام العبودية فكان معبودا دائما فتم استعاذته به . | | ! 2 < من شر الوسواس > 2 ! لأن الوسوسة تقتضي محلا وجوديا كما قال : ! 2 < الذي يوسوس في صدور الناس > 2 ! ولا وجود في حال الفناء فلا صدور ولا وسواس ولا | موسوس بل إن ظهر هناك تلوين بوجود الأنائية فقل : أعوذ بك منك ، فلما صار معبودا | بوجود العابد ظهر الشيطان بظهور العابد كما كان أولا موجودا بوجوده . والوسواس اسم | للوسوسة سمي به الموسوس لدوام وسوسته كأن نفسه وسواس ، وإنما استعاذ منه بالإله | دون بعض أسمائه كما في السورة الأولى لأن الشيطان هو الذي يقابل الرحمن ويستولي | على الصورة الجمعية الإنسانية ويظهر في صور جميع الأسماء ويتمثل بها إلا بالله ، فلم | تكف الاستعاذة منه بالهادي والعليم والقدير وغير ذلك فلهذا لما تعوذ من الاحتجاب | والضلالة تعوذ برب الفلق وها هنا تعوذ برب الناس ومن هذا يفهم معنى قوله عليه | السلام : ' من رآني فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ' . الخناس ، أي : الرجاع لأنه لا |