64 - { يحذر المنافقون } أي : يخشى المنافقون { أن تنزل عليهم } أي : تنزل على المؤمنين { سورة تنبئهم بما في قلوبهم } أي : بما في قلوب المنافقين من الحسد والعداوة للمؤمنين كانوا يقولون فيما بينهم ويسرون ويخافون الفضيحة بنزول القرآن في شأنهم .
قال قتادة : هذه السورة تسمى الفاضحة والمبعثرة والمثيرة أثارت مخازيهم ومثالبهم .
قال عبد الله بن عباس Bهما : أنزل الله تعالى ذكر سبعين رجلا من المنافقين بأسمائهم وأسماء آبائهم ثم نسخ ذكر الأسماء رحمة للمؤمنين لئلا يعير بعضهم بعضا لأن أولادهم كانوا مؤمنين .
{ قل استهزئوا إن الله مخرج } مظهر { ما تحذرون } .
قال ابن كيسان : [ نزلت هذه الآية في اثني عشر رجلا من المنافقين وقفوا لرسول الله A على العقبة لما رجع من غزوة تبوك ليفتكوا به إذا علاها ومعهم رجل مسلم يخفيهم شأنه وتنكروا له في ليلة مظلمة فأخبر جبريل رسول الله A بما قدروا وأمره أن يرسل إليهم من يضرب وجوه رواحلهم و عمار بن ياسر يقود برسول الله A راحلته و حذيفة يسوق به فقال لحذيفة : من عرفت من القوم ؟ قال : لم أعرف منهم أحدا فقال رسول الله A : فإنهم فلان وفلان حتى عدهم كلهم فقال حذيفة : ألا تبعث إليهم فتقتلهم ؟ قال : أكره أن تقول العرب لما ظفر بأصحابه أقبل يقتلهم بل يكفيناهم الله بالدبيلة ] .
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنبأنا عبد الغافر بن عيسى حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان حدثنا مسلم بن الحجاج حدثنا محمد بن المثني حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي نضرة عن قيس بن عبادة قال : قلنا لعمار أرأيت قتالكم أرأيا رأيتموه ؟ فإن الرأي يخطأ ويصيب أو عهد عهده إليكم رسول الله A ؟ فقال : ما عهد إلينا رسول الله A شيئا لم يعهده إلى الناس كافة وقال : إن رسول الله A قال : [ إن في أمتي - قال شعبة وأحسبه قال : حدثني حذيفة قال في أمتي - اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيهم الدبيلة سراج من النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم من صدورهم ]