71 - { وامرأته } سارة بنت هاران بن أحور وهي ابنة عم إبراهيم { قائمة } من وراء الستر تسمع كلامهم وقيل : كانت قائمة تخدم الرسل وإبراهيم جالس معهم { فضحكت } قال مجاهد و عكرمة : ضحكت أي : حاضت في الوقت تقول العرب : ضحكت الأرنب أي : حاضت والأكثرون على أن المراد منه الضحك المعروف .
واختلفوا في سبب ضحكها قيل : ضحكت لزوال الخوف عنها وعن إبراهيم حين قالوا لا تخف .
وقال السدي : لما قرب إبراهيم الطعام إليهم فلم يأكلوا خاف إبراهيم وظنهم لصوصا فقال لهم : ألا تأكلون ؟ قالوا : إنا لا نأكل طعاما إلا بثمن قال إبراهيم : فإن له ثمنا قالوا وما ثمنه ؟ قال تذكرون اسم الله على أوله وتحمدونه على آخره فنظر جبريل إلى ميكائيل وقال : حق لهذا أن يتخذه ربه خليلا فلما رأى إبراهيم وسارة أيديهم لا تصل إليه ضحكت سارة وقالت : يا عجبا لأضيافنا إنا نخدمهم بأنفسنا تكرمة لهم وهم لا يأكلون طعامنا .
وقال قتادة : ضحكت من غفلة قوم لوط وقرب العذاب منهم .
وقال مقاتل و الكلبي : ضحكت من خوف إبراهيم من ثلاثة في بيته وهو فيما بين خدمه وحشمه .
وقيل : ضحكت سرورا بالبشارة .
وقال ابن عباس و وهب : ضحكت تعجبا من أن يكون لها ولد على كبر سنها وسن زوجها .
وعلى هذا القول تكون الآية على التقديم والتأخير تقديره : وأمرأته قائمة فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فضحكت وقالت : يا ويلتي أألد وأنا عجوز ؟ .
قوله تعالى : { فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق } أي : من بعد إسحاق { يعقوب } أراد به والد الولد فبشرت أنها تعيش حتى ترى ولد ولدها قرأ ابن عامر و حمزة و حفص و يعقوب بنصب الباء أي : من وراء إسحاق يعقوب وقيل : بإضمار فعل أي : ووهبنا له من وراء يعقوب وقرأ الباقون بالرفع على حذف حرف الصفة وقيل : ومن بعد إسحاق يحدث يعقوب فلما بشرت بالولد ضحكت فصكت وجهها أي : ضربت وجهها تعجبا