171 - { ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع } والنعيق والنعق صوت الراعي بالغنم معناه مثلك يا محمد ومثل الكفار في وعظهم ودعائهم إلى الله D كمثل الراعي الذي ينعق بالغنم وقيل مثل واعظ الكفار وداعيهم معهم كمثل الراعي ينعق بالغنم وهي لا تسمع { إلا دعاء } صوتا { ونداء } فأضاف المثل إلى الذين كفروا لدلالة الكلام عليه كما في قوله تعالى { واسأل القرية } ( 82 - يوسف ) معناه كما أن البهائم تسمع صوت الراعي ولا تفهم وى تعقل ما يقال لها كذلك الكافر لا ينتفعبوعظك إنما يسمع صوتك وقيل : معناه : ومثل الذين كفروا في قلة عقلهم وفهمهم عن الله وعن رسوله كمثل المنعوق به من البهائم التي لا تفقه من الأمر والنهي إلا الصوت فيكون المعنى للمنعوق به والكلام خارج عن الناعق وهو فاش في كلام العرب يفعلون ذلك ويقلبون الكلام لايضاح المعنى عندهم يقولون فلان يخافك كخوف الأسد أي كخوفه الأسد وقال تعالى { ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة } ( 76 - القصص ) وإنما العصبة تنوء بالمفاتيح وقيل معناه مثل الذين كفروا في دعاء الأصنام التي لاتفقه ولا تعقل كمثل الناعق بالغنم فلا ينتفع من نعيقه بشيء غير أنه في عناء من الدعاء والنداء كذلك الكافر ليس له من دعاء الآلهة وعبادتها إلا العناء والبلاء كما قال تعالى { إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم } ( 14 - فاطر ) .
وقيل معنى الآية ومثل الذين كفروا في دعاء الأوثان كمثل الذي يصيح في جوف الجبال فيسمع صوتا يقال له : الصدى لا يفهم منه شيئا فمعنى الآية كمثل الذي ينفق بما لا يسمع منه الناعق إلا دعاء ونداء { صم } يقول العرب لمن يسمع ولا يعقل : كأنه أصم { بكم } عن الخير لا يقولونه { عمي } عن الهدى لا يبصرونه { فهم لا يعقلون }