60 - قوله D : { وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس } أي : هم في قبضته لا يقدرون على الخروج من مشيئته فهو حافظك ومانعك منهم فلا تهبهم وامض لما أمرك به من تبليغ الرسالة كما قال : { والله يعصمك من الناس } ( المائدة - 67 ) .
{ وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } فالأكثرون على أن المراد منه ما رأى النبي A [ ليلة المعراج من العجائب والآيات .
قال ابن عباس : هي رؤيا عين أريها النبي A ] وهو قول سعيد بن جبير و الحسن و مسروق و قتادة و مجاهد و عكرمة و ابن جريج و الأكثرين والعرب تقول : رأيت بعيني رؤية ورؤيا فلما ذكرها رسول الله A للناس أنكر بعضهم ذلك وكذبوا فكان فتنة للناس .
وقال قوم : [ أسري بروحه دون بدنه .
وقال بعضهم : كان له معراجان : معراج رؤية بالعين ومعراج رؤيا بالقلب .
وقال قوم ] أراد بهذه الرؤيا ما رأى A عام الحديبية أنه دخل مكة هو وأصحابه فجعل السير إلى مكة قبل الأجل فصده المشركون فرجع إلى المدينة وكان رجوعه في ذلك العام بعد ما أخبر أنه يدخلها فتنة لبعضهم حتى دخلها في العام المقبل فأنزل الله تعالى : { لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق } ( الفتح - 27 ) .
{ والشجرة الملعونة في القرآن } يعني شجرة الزقوم مجازه : والشجرة الملعونة المذكورة في القرآن والعرب تقول لكل طعام كريه : طعام ملعون وقيل : [ معناه الملعون ] أكلها ونصب الشجرة عطفا على الرؤيا أي : وما جعلنا الرؤيا التي أريناك والشجرة الملعونة إلا فتنة للناس فكانت الفتنة في الرؤيا ما ذكرنا .
والفتنة في الشجرة الملعونة من وجهين أحدهما : أن أبا جهل قال : إن ابن أبي كبشة يوعدكم بنار تحرق الحجارة ثم يزعم أنه ينبت فيها شجرة وتعلمون أن النار تحرق الشجرة .
والثاني أن عبد الله بن الزبعري قال : إن محمدا يخوفنا بالزقوم ولا نعرف الزقوم إلا الزبد والتمر وقال أبو جهل : يا جارية تعالي فزقمينا فأتت بالتمر والزبد فقال : يا قوم [ تزقموا ] فإن هذا ما يخوفكم به محمد فوصفها الله تعالى في الصافات .
وقيل : الشجرة الملعونة هي : التي تلتوي على الشجر فتجففه يعني الكشوث .
{ ونخوفهم فما يزيدهم } التخويف { إلا طغيانا كبيرا } أي : تمردا وعتوا عظيما