18 - قوله تعالى : { وتحسبهم أيقاظا } أي : منتبهين جمع يقظ ويقظ { وهم رقود } نيام جمع راقد مثل قاعد وقعود وإنما اشتبه حالهم لأنهم كانوا مفتحي الأعين يتنفسون ولا يتكلمون .
{ ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال } مرة للجنب الأيمن ومرة للجنب الأيسر قال ابن عباس : كانوا يقلبون في السنة مرة من جانب إلى جانب لئلا تأكل الأرض لحومهم وقيل كان يوم عاشوراء يوم تقلبهم وقال أبو هريرة : كان لهم في كل سنة تقلبان .
{ وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد } أكثر أهل التفسير على أنه كان من جنس الكلاب .
وروي عن ابن جريج : أنه كان أسدا وسمي الأسد كلبا فإن النبي A دعا على عتبة بن أبي لهب فقال [ اللهم سلط عليه كلبا من كلابك ] فافترسه أسد .
والأول أصح .
قال ابن عباس : كان كلبا أغر ويروى عنه : فوق القلطي ودون الكردي [ والقلطي : كلب صيني ] .
وقال مقاتل كان أصفر وقال القرظي : كان شدة صفرته تضرب إلى الحمرة وقال الكلبي : لونه كالخلنج وقيل : لون الحجر .
قال ابن عباس : كان اسمه قطمير عن علي : اسمه ريان وقال الأوزاعي : بتور وقال السدي : تور وقال كعب صهيلة .
قال خالد بن معدان : ليس في الجنة شيء من الدواب سوى كلب أصحاب الكهف وحمار بلعام .
قوله { بالوصيد } قال مجاهد و الضحاك : ( والوصيد ) : فناء الكهف وقال عطاء : ( الوصيد ) عبتة الباب قوال السدي : ( الوصيد ) الباب وهو رواية عكرمة عن ابن عباس .
فإن قيل : لم يكن للكهف باب ولا عتبة ؟ .
قيل : معناه موضع الباب والعتبة كان الكلب قد بسط ذراعيه وجعل وجهه عليهم .
قال السدي : كان أصحاب الكهف إذا انقلبوا انقلب الكلب معهم وإذا انقلبوا إلى اليمين كسر الكلب أذنه اليمنى ورقد عليها وإذا انقلبوا إلى الشمال كسر أذنه اليسرى ورقد عليها .
{ لو اطلعت عليهم } يا محمد { لوليت منهم فرارا } لما ألبسهما لله من الهيبة حتى لا يصل إليهم أحد حتى يبلغ الكتاب أجله فيوقظهم الله تعالى من رقدتهم { ولملئت منهم رعبا } خوفا قرأ أهل الحجاز بتشديد اللام والآخرون بتخفيفها .
واختلفوا في أن الرعب كان لماذا : قيل من وحشة المكان .
وقال الكلبي : لأن أعينهم كانت مفتحة كالمستيقظ الذي يريد أن يتكلم وهو نيام .
وقيل : لكثرة شعورهم وطول أظفارهم ولتقلبهم من غير حس ولا إشعار .
وقيل : إن الله تعالى منعهم بالرعب لئلا يراهم أحد .
وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : غزونا مع معاوية نحو الروم فمررنا بالكهف الذي فيه أصحاب الكهف فقال معاوية : لو كشف لنا عن هؤلاء فنظرنا إليهم فقال ابن عباس Bهم : لقد منع ذلك من هو خير منك فقال : ( لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ) فبعث معاوية ناسا فقال : اذهبوا فانظروا فلما دخلوا الكهف بعث الله عليهم ريحا فأخرجتهم