63 - { قال } إبراهيم { بل فعله كبيرهم هذا } غضب من أن تعبدوا معه هذه الصغار وهو أكبر منها فكسرهن وأراد بذلك إبراهيم إقامة الحجة عليهم فذلك قوله : { فاسألوهم إن كانوا ينطقون } حتى يخبروا منفعل ذلك بهم .
قال القتيبي : معناه بل فعله كبيرهم إن كانوا ينطقون على سبيل الشرط فجعل النطق شرطا للفعل أي إن قدروا على النطق قدروا على الفعل فأراهم عجزهم عن النطق وفي [ ضمنه أنا فعلت .
وروي عن الكسائي أنه كان يقف عند قوله { بل فعله } ويقول : معناه [ فعله ] من فعله والأول أصح لما روي عن أبي هريرة أن النبي A قال : [ لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات اثنتان منهن في ذات الله قوله : { إني سقيم } ( الصافات : 89 ) وقوله : { بل فعله كبيرهم } وقوله لسارة ( هذه أختي ) وقيل في قوله : { إني سقيم } ] أي سأسقم وقيل : سقم القلب أي مغتم بضلالتكم وقوله لسارة : هذه أختي أي في الدين وهذه التأويلات لنفي الكذب عن إبراهيم والأولى هو الأول للحديث فيه ويجوز أن يكون الله D أذن له في ذلك لقصد الصلاح وتوبيخهم والاحتجاج عليهم كما أذن ليوسف حتى أمر مناديه فقال لإخوته : { أيتها العير إنكم لسارقون } ( يوسف : 70 ) ولم يكونوا سرقوا