101 - { فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم } اختلفوا في هذه النفخة فروى سعيد بن جبير عن ابن عباس : أنها النفخة الأولى { ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض } ( الزمر - 68 ) { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } { ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } ( الزمر - 68 ) { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } ( الصافات - 27 ) .
وعن ابن مسعود : أنها النفخة الثانية قال : يؤخذ بيد العبد والأمة يوم القيامة فينصب على رؤوس الأولين والآخرين ثم ينادي مناد : هذا فلان ابن فلان فمن كان له قبله حق فليأت إلى حقه فيفرح المرء أن [ يكوزن له ] الحق على والده وولده أو زوجته أو أخيه فيأخذ منه ثم قرأ ابن مسعود : { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } .
وفي رواية عطاء عن ابن عباس : أنها الثانية فلا أنساب بينهم أي : لا يتفاخرون بالأنساب يومئذ كما كانوا يتفاخرون في الدنيا ولا يتساءلون سؤال تواصل كما كانوا يتساءلون في الدنيا : من أنت ومن أي قبيلة أنت ؟ ولم يرد أن الأنساب تنقطع .
فإن قيل : أليس قد جاء في الحديث : [ كل سبب ونسب ينقطع إلا نسبي وسببي ] .
قيل : معناه لا يبقى يوم القيامة سبب ولا نسب إلا نسبه وسببه وهو الإيمان والقرآن .
فإن قيل : قد قال هاهنا { ولا يتساءلون } وقال في موضع آخر : { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } ( الصافات - 27 ) ؟ .
الجواب : ما روي عن ابن عباس Bهما : أن للقيامة أحوالا ومواطن ففي موطن يشتد عليهم الخوف فيشغلهم عظم الأمر عن التساؤل فلا يتساءلون وفي موطن يفيقون إفاقة فيتساءلون