44 - { أتأمرون الناس بالبر } أي بالطاعة نزلت في علماء اليهود وذلك أن الرجل منهم كان يقول لقريبه وحليفه من المسلمين إذا سأله عن أمر محمد A : اثبت على دينه فإن أمره حق وقوله صدق وقيل : هو خطاب لأحبارهم حيث أمروا أتباعهم بالتمسك بالتوراة ثم خالفوا وغيروا نعت محمد A { وتنسون أنفسكم } أي تتركون أنفسكم فلا تتبعونه { وأنتم تتلون الكتاب } تقرؤون التوراة فيها نعته وصفته { أفلا تعقلون } أنه حق فتتبعونه ؟ .
والعقل مأخوذ من عقال الدابة وهو ما يشد به ركبة البعير فيمنعه من الشرود فكذلك العقل يمنع صاحبه من الكفر والجحود .
أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو عمرو بكر بن محمد المزني أنا أبو بكر محمد بن عبد الله حفيد العباس بن حمزة أنا الحسين بن الفضل البجلي أنا عفان أنا حماد بن سلمة أنا علي بن زيد عن أنس ابن مالك أن رسول الله A قال : [ رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار قلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء خطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب ] .
أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن اسماعيل أنا علي بن عبد الله أنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال : قال أسامة Bه : سمعت رسول الله A يقول : [ يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه ( أي تنقطع أمعاؤه ) في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون : أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه ] وقال شعبة عن الأعمش ( فيطحن فيها كما يطحن الحمار برحاه )