45 - { واستعينوا } على ما يستقبلكم من أنواع البلاء وقيل : على طلب الآخرة { بالصبر والصلاة } أراد حبس النفس عن المعاصي وقيل : أراد : الصبر على أداء الفرائض وقال مجاهد : الصبر الصوم ومنه سمي شهر رمضان شهر الصبر وذلك لأن الصوم يزهده في الدنيا والصلاة ترغبه في الآخرة وقيل : الواو بمعنى على أي : واستعينوا بالصبر على الصلاة كما قال الله تعالى : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } ( 132 - طه ) { وإنها } ولم يقل وانهما ردا للكناية إلى كل واحد منهما أي وإن كل خصلة منها كما قال : { كلتا الجنتين آتت أكلها } ( 33 - الكهف ) أي كل واحدة منهما وقيل : معناه { واستعينوا بالصبر } وإنه لكبير وبالصلاة وإنها لكبيرة فحذف أحدهما اختصارا وقال المؤرج : رد الكناية إلى الصلاة لأنها أعم كقوله تعالى : { والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها } ( 34 - التوبة ) رد الكناية إلى الفضة لأنها أعم وقيل : رد الكناية إلى الصلاة لأن الصبر داخل فيها كما قال الله تعالى : { والله ورسوله أحق أن يرضوه } ( 62 - التوبة ) ولم يقل يرضوهما لأن رضا الرسول داخل في رضا الله تعالى .
وقال الحسين بن الفضل : رد الكناية إلى الاستعانة { لكبيرة } أي : لثقيلة { إلا على الخاشعين } يعني : المؤمنين وقال الحسن : الخائفين وقيل : المطيعين وقال مقاتل بن حيان : المتواضعين وأصل الخشوع السكون قال الله تعالى : { وخشعت الأصوات للرحمن } ( 108 - طه ) فالخاشع ساكن إلى طاعة الله تعالى