فصل .
وأما قوله تعالى يد الله فوق أيديهم فاعلم أن لفظ اليد جاء في القرآن على ثلاثة أنواع مفردة كهذه الآية كقوله بيده الملك ومثنى كقوله بل يداه مبسوطتان وقوله لما خلقت بيدي ومجموع كقوله عملت أيدينا .
فحيث ذكر اليد مثناة أضاف الفعل إلى نفسه بضمير الأفراد وعدى الفعل بالباء فلا يحتمل المجاز وأما إذا أضيف إليه الفعل ثم عدى بالباء فهو باشرها بيده ولهذا قال عبد الله بن عمرو بن العاص لم يخلق الله بيده إلا ثلاثا خلق آدم بيده وغرس جنة الفردوس بيده وكتب التوراة بيده وروي ذلك مرفوعا فلو كانت اليد هي القدرة لم يكن لها اختصاص بذلك ولا كانت لأدم فضيلة بذلك على شيء مما خلق بالقدرة وقد صح عن النبي أن أهل الموقف يأتون لآدم فيقولون خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء فذكر أربعة