وأما لفظ التقليد فلا نعرفه جاء في شيء من الأحاديث وأقوال السلف فيما يرجع إلى الدين وإنما ورد الكتاب والسنة بالاتباع .
وقد قالوا إن التقليد قبول قول الغير من غير حجة وأهل السنة إنما اتبعوا قول رسول الله وقوله نفس الحجة فكيف يكون هذا قبول قول الغير من غير حجة .
فإن المسلمين قد قامت لهم الدلائل السمعية على نبوة رسول الله لما نقل إلينا أهل الإتقان والثقات من الرواة ما لا يعد كثرة من المعجزات والبراهين والدلالات التي ظهرت عليها وقد نقلها أصحاب الحديث في كتبهم ودونوها وليس المقصود من ذكرها في هذا الموضع بيانها بتفاصيلها وإنما قصدنا بيان طريق أهل السنة .
فلما صحت عندهم نبوته ووجدوا صدقه في قلوبهم وجب عليهم تصديقه فيما أنبأهم من الغيوب ودعاهم إليه من وحدانية الله D وإثبات صفاته وسائر شرائط الإسلام .
وعلى أننا لا ننكر النظر قدر ما ورد به الكتاب والسنة لينال المؤمن بذلك زيادة اليقين وثلج الصدر وسكون القلب وإنما أنكرنا طريقة أهل