24 - { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول } بالطاعة { إذا دعاكم } وحد الضمير فيه لما سبق ولأن دعوة الله تسمع من الرسول وروي [ أنه E مر على أبي وهو يصلي فدعاه فعجل في صلاته ثم جاء فقال : ما منعك عن إجابتي قال : كنت أصلي قال : ( ألم تخبر فيما أوحي إلي ) { استجيبوا لله وللرسول } ] واختلف فيه فقيل هذا لأن إجابته لا تقطع الصلاة فإن الصلاة أيضا لمله وظاهر الحدي يناسب الأول { لما يحييكم } من العلوم الدينية فإنها حياة القلب والجهل موته قال : .
( لا تعجبن الجهول حلته ... فذاك ميت وثوبه كفن ) .
أو مما يورثكم الحياة الأبدية في النعيم الدائم من العقائد والأعمال أو من الجهاد فإنه سبب بقائكم إذ لو تركوا لغلبهم العدو وقتلهم أو الشهادة لقوله تعالى : { بل أحياء عند ربهم يرزقون } { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه } تمثيل لغاية قربه من العبد كقوله تعالى : { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد } وتنبيه على أنه مطلع على مكنونات القلوب مما عسى يغفل عنه صاحبها أو حث على المبادرة إلى إخلاص القلوب وتصفيتها قبل أن يحول الله بينه وبين قلبه بالموت أو غيره نأو تصوير وتخييل لتملكه على العبد قلبه فيفسخ عزائمه ويغير مقاصده ويحول بينه وبين الكفر إن أرد سعادته وبينه وبين الإيمان إن قضى شقاوته وقرئ ( بين المر ) بالتشديد على حذف الهمزة وإلقاء حركتها على الراء وإجراء الوصل الوقف على لغة من يشدد فيه { وأنه إليه تحشرون } فيجازيكم بأعمالكم