باب ذكر الإيمان والتصديق بمساءلة منكر ونكير .
[ حدثنا الفريابي قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة Bه قال : قال رسول الله A : إذا قبر أحدكم - أو الإنسان - أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما : المنكر وللآخر : النكير فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فهو قائل ما كان يقول فإن كان مؤمنا قال : هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فيقولان : إن كنا لنعلم أنك تقول ذلك ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ذراعا وينور له فيه ثم يقال له : نم فيقول : دعوني أرجع إلى أهلي فأخبرهم فيقال له : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله D من مضجعه ذلك وإن كان منافقا قال : لا أدري كنت أسمع الناس يقولون شيئا فكنت أقوله فيقولان : إنا كنا لنعلم أنك تقول ذلك ثم يقال للأرض : التئمي عليه فتلتئم عليه حتى تختلف فيها أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله D من مضجعه ذلك ] .
[ حدثنا الفريابي قال : حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد - يعني ابن أبي عروبة - عن قتادة عن أنس بن مالك Bه : أن النبي A قال : إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ في محمد A ؟ قال ؟ فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله قال : فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله D به مقعدا من الجنة قال رسول الله A : فيراهما كليهما أو قال : جميعا قال قتادة وذكر لنا : أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم القيامة - نرجع إلى حديث أنس - قال : وأما الكافر والمنافق فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال : لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطراق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه من غير الثقلين ] .
وحدثنا الفريابي قال : حدثنا أحمد بن سنان قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا مسلم بن سعيد قال : أخبرنا العلاء بن عطاء قال : جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال له : إنك معلم وإنك على جناح فراق الدنيا فعلمني خيرا ينفعني الله D به فقال أبو الدرداء : إما لا فاعقل كيف أنت إذا لم يكن لك من الأرض إلا موضع أربعة أذرع في ذراعين جاء بك أهلك الذين كانوا يكرهون فراقك وإخوانك الذين كانوا يتحدثون - أو يحزنون - بأمرك فتلوك في ذلك المتل ثم سدوا عليك من اللبن وأكثروا عليك من التراب وخلوا بينك وبين متلك ذلك فأتاك ملكان أزرقان جعدان يقال لهما : منكر ونكير فقالا : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فإن قلت : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد فقد والله هديت ونجوت وإن قلت : لا أدري فقد والله هويت ورديت .
[ وحدثنا الفريابي قال : حدثنا منصور بن أبي مزاحم قال : حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عطاء بن يسار قال : قال رسول الله A لعمر بن الخطاب Bه : يا عمر كيف أنت إذا أعد لك من الأرض ثلاثة أذرع وشبر في عرض ذراع وشبر ؟ ثم قام إليك أهلك فغسلوك وكفنوك وحنطوك ثم حملوك حتى يغيبوك فيه ويهيلوا عليك التراب ثم انصرفوا عنك وأتاك مسائلا القبر : منكر ونكير أصواتهما مثل الرعد القاصف وأبصارهما مثل البرق الخاطف وقد سدلا شعورهما فتلاك وهولاك وقالا : من ربك ؟ وما دينك ؟ فقال : يا نبي الله معي عقلي الذي هو معي اليوم ؟ قال : نعم قال : إذن أكفيكهما بإذن الله D ] .
[ حدثنا الفريابي قال : حدثنا أحمد بن عيسى المصري قال : حدثنا عبد الله بن وهب قال : حدثني حيي بن عبد الله المعافري أن أبا عبد الرحمن الحبلي حدثه عن عبد الله بن عمرو بن العاص Bهما : أن رسول الله A ذكر فتاني القبر فقال عمر Bه : أو ترد علينا عقولنا ؟ قال : نعم كهيئتكم اليوم قال عمر : في فيه الحجر ] .
حدثنا الفريابي قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال : حدثنا أبو بكر بن عياش قال : حدثنا عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله قال : إذا توفي العبد بعث الله إليه ملائكة فيقبضون روحه في أكفانه فإذا وضع في قبره بعث الله D إليه ملكين ينتهرانه فيقولان : من ربك ؟ قال : ربي الله قالا : ما دينك ؟ قال : ديني الإسلام قالا : من نبيك ؟ قال : محمد قالا : صدقت كذلك كنت أفرشوه من الجنة وألبسوه منها وأروه مقعده منها وأما الكافر فيضرب ضربة يلتهب قبره نارا منها ويضيق عليه قبره حتى تختلف عليه أضلاعه أو تماس فتبعث عليه حيات هن حيات القبر كأعناق الإبل فإذا خرج قمع بمقمع من نار أو حديد .
[ حدثنا الفريابي قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المنهال - يعني ابن عمرو - عن زاذان عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع رسول الله A في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر - ولما يلحد - فجلس رسول الله A وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر - ثلاث مرات أو مرتين - ثم قال : إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس حتى يجلسوا منه مد البصر معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة ثم يجيء ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط فيخرج منه كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون فلا يمرون بها بملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولون : هذا فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى يصعدوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيستقبله من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى به إلى السماء السابعة فيقول الله D : اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال : فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله فيقولان له : ما دينك : فيقول : ديني الإسلام فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله فيقولان له : ما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت به فينادي مناد من السماء : صدق عبدي فافرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتيه من طيبها وروحها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول : أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : من أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير فيقول : أنا عملك الصالح فيقول : يا رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء سود الوجوه معهم المسوح يجلسون منه مد البصر قال : ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله D وغضب فتفرق في جسده قال : فيخرجها تتقطع معها العروق والعصب كما ينزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح فيخرج منها كأنتن جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله A : { لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } قال : فيقول الله D : اكتبوا كتاب عبدي في السجين في الأرض السفلى وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى قال : فتطرح روحه طرحا قال : ثم قرأ رسول الله A : { ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق } فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ويقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري قال : فينادي مناد من السماء : أفرشوا له من النار وألبسوه من النار وافتحوا له بابا من النار فيأتيه من حرها وسمومها قال : ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول : أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر ؟ فيقول : أنا عملك الخبيث فيقول : رب لا تقم الساعة رب لا تقم الساعة ] .
[ أخبرنا أبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال : حدثنا هناد بن السري قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المنهال عن زاذان عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع رسول الله A في جنازة رجل من الانصار وذكر الحديث بطوله ] .
[ وحدثنا أبو محمد بن صاعد قال : حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال : أخبرنا أبو معاوية الضرير قال : حدثنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب قال : خرجنا مع رسول الله A فذكر الحديث بطوله ] .
[ حدثنا ابن صاعد قال : حدثنا الحسن قال : أخبرنا أبو معاوية قال : حدثنا الأعمش عن سعيد بن عبيدة عن البراء بن عازب في قول الله D : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة } قال : التثبيت في الحياة الدنيا : إذا جاءه ملكان في القبر فقالا له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله فقالا له : فما دينك ؟ .
فيقول : ديني الإسلام فقالا له : فمن نبيك ؟ فيقول : نبي محمد A فهذا التثبيت في الحياة الدنيا ]