باب كيف ينزل الوحي على الأنبياء وعلى نبينا محمد A وعليهم أجمعين .
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال : حدثنا محمد بن المثنى أبو موسى الزمن قال : حدثنا حجاج بن منهال قال : حدثنا عبيد الله بن عمر العمري عن يونس بن يزيد الأيلي قال : سمعت الزهري - وسئل عن هذه الآية عن قول الله D : { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم } قال : نزلت هذه الآية تعم من أوحي إليه من النبيين والكلام - كلام الله D - الذي كلم به موسى من وراء حجاب والوحي : ما يوحي الله D إلى النبي من أنبيائه فيثبت الله D ما أراد من وحيه في قلب النبي يتكلم به النبي ويبينه وهو كلام الله D ووحيه ومنه ما يكون بين الله ورسوله لا يكلم به أحد من الأنبياء أحدا من الناس ولكن سر غيب بين الله D وبين رسله ومنه ما يتكلم به الأنبياء ولا بكتبونه لأحد ولا يأمرون بكتابته ولكنهم يحدثون به الناس حديثا ويبينون لهم أن الله D أمرهم أن يبينوه للناس ويبلغوه ومن الوحي ما يرسل الله D من يشاء ممن اصطفاه من ملائكته فيكلمون أنبياءه من الناس ومن الوحي ما يرسل به من يشاء فيوحون به وحيا في قلوب من شاء من رسله وقد بين الله D أنه يرسل جبريل عليه السلام إلى محمد A قال الله D في كتابه : { قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين } وذكر أنه الروح الأمين قال الله D : { وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين } .
قال محمد بن الحسين C : هذا قول الزهري في معنى الآية وقد روي عن النبي A ما هو أبين مما قاله الزهري .
[ قال A وقد سأله الحارث بن هشام : كيف يأتيك الوحي ؟ فقال : أحيانا في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد فهمت ووعيت ما قال وأحيانا يأتيني في مثل صورة الرجل فيكلمني فأعي ما يقول ] .
وعن ابن عباس Bهما عن النبي A شبيه بهذا .
[ وحدثنا أبو بكر عبد الله بن عبد الحميد الواسطي قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدوروقي قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة Bها قالت : سأل الحارث بن هشام النبي A : كيف يأتيك الوحي ؟ فقال : أحيانا في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد فهمت ووعيت ما قال وأحيانا في مثل صورة الرجل فيكلمني وأعي ما يقول ] .
[ حدثنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي قال : حدثنا هشام بن عمار الدمشقي قال : حدثنا خالد بن عبد الرحمن قال : حدثنا إبراهيم بن عثمان عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس Bهما عن النبي A قال : من الأنبياء من يسمع الصوت فيكون بذلك نبيا وكان منهم من ينفث في أذنه وقلبه : فيكون بذلك نبيا وإن جبريل عليه السلام يأتيني فيكلمني كما يكلم أحدكم صاحبه ] .
[ حدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف قال : حدثنا محمد بن أبي عمر العدني قال : حدثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : سمعت عائشة Bها تقول : رأيت رسول الله A واضعا يده على معرفة فرس قائم يكلم دحية الكلبي قالت : فقلت : يا رسول الله رأيتك واضعا يدك على معرفة فرس قائما تكلم دحية الكلبي قال : وقد رأيته ؟ قلت : نعم قال : فذلك جبريل عليه السلام - وهو يقرئك السلام - فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته جزاه الله خيرا من صاحب ودخيل فنعم الصاحب ونعم الدخيل ] .
[ وحدثني عمر بن أيوب السقطي قال : حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع قال : حدثنا ابن وهب قال : أخبرني عبد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة Bها أنها قالت : رأيت رجلا يوم الخندق على صورة دحية الكلبي على دابة يناجي رسول الله A وعليه عمامة سوداء قد أسدلها خلفه فسألت رسول الله A ؟ فقال : ذلك جبريل عليه السلام أمرني أن أخرج إلى قريظة ] .
[ وحدثنا الفريابي قال : حدثنا عباس العنبري قال : حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الله بن عامر عن حارثة بن النعمان قال : مررت على النبي A ومعه رجل جالس يحدثه في المقام فسلمت عليه ثم جزت فلما رجعت انصرف النبي A فقال : هل رأيت الرجل الذي كان معي ؟ قلت : نعم يا رسول الله قال : إنه جبريل عليه السلام وقد رد عليك السلام ] .
[ وحدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسين الحراني قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال : حدثنا عبيد الله - يعني ابن عمر - عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن عروة و سعيد بن المسيب و علقمة بن وقاص و عبيد الله بن عبد الله كلهم عن عائشة Bها قصة حديث الإفك بطوله إلى قولها : فاضطجعت على فراشي والله يعلم إني لبريئة والله يبرئني ببراءتي ولكن لم أكن أرجو أن ينزل الله D في شأني وحيا يتلى لشأني أحقر في نفسي من أن يتكلم الله D في بأمر يتلى ولكن كنت أرجو أن يري الله D رسوله A في منامه رؤيا يبرئني الله D بها قالت : فو الله ما رام رسول الله من مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل الله D عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي من ثقل القول الذي ينزل عليه قالت : فلما سري عن رسول الله A - وهو يضحك - وكان أول كلمة تكلم بها أن قال : أما الله D فقد برأك وذكرت قصة نزول الآيات والرد على أهل الإفك ] فذكر الحديث إلى آخره