باب الإيمان أن كل مولود يولد على الفطرة .
[ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله A قال : كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه قالوا : يارسول الله أرأيت من يموت وهو صغير ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين ] .
و [ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا إبراهيم ابن الحجاج الشامي قال : حدثنا حماد بن سلمة عن قيس بن سعد عن طاوس و مجاهد عن أبي هريرة أن رسول الله A ذكر أطفال المشركين فقال رجل : أين هم يارسول الله ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين ] .
[ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا إسحاق بن راهويه قال : أخبرنا سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله A عن أولاد المشركين ؟ فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين ] .
[ حدثنا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرز قال : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله A : ما من مولود يولد إلا على الفطرة حتى يعبر عنه لسانه فأبواه يهودانه وينصرانه أو يشركانه قالوا : يا رسول الله وكيف بمن كان قبل ذلك ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين ] .
و [ حدثنا أيضا قاسم المطرز قال : حدثنا يوسف بن موسى القطان و سفيان بن وكيع قالا حدثنا جرير - يعني ابن عبد الحميد - عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله A : ما من مولود إلا يولد على هذه الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويشركانه فقال رجل : يا رسول الله أرأيت إن مات قبل ذلك ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين ] .
ولحديث أبي هريرة Bه طرق كثيرة .
[ حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال : حدثنا محمد بن عاصم الثقفي قال : حدثنا مؤمل قال : حدثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس Bهما قال : سئل النبي A عن أولاد المشركين الكفار الذين لم يبلغوا الحلم - يعني العقل - ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين إذ خلقهم ] .
و [ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا شريح بن يونس قال : حدثنا هشيم بن بشير عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله A سئل عن ذراري المشركين ؟ فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين ] .
و [ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا عبيد الله بن معاذ قال : حدثنا أبي قال : حدثنا شعبة عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي A سئل عن أولاد المشركين ؟ فقال : الله أعلم إذ خلقهم ما كانوا عاملين ] .
قال : و [ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا محمد بن عبد الملك قال : حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي A سئل عن أولاد المشركين ؟ فقال : الله أعلم بما كانوا يعملون إذ خلقهم ] .
و [ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا إسحاق بن راهويه قال : أخبرنا بقية بن الوليد قال : حدثني محمد بن زياد الألهاني قال : حدثنا عبد الله بن أبي قيس قال : حدثتني عائشة زوج النبي A وسألتها عن ذراري المشركين ؟ فقالت : سألت رسول الله A فقال : هم مع آبائهم فقلت : يا رسول الله بلا عمل ؟ قال : الله أعلم بما كانوا عاملين ] .
[ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين Bها قالت : دعي رسول الله A إلى جنازة صبي يصلي عليه فقلت يا رسول الله طوبى له عصفور من عصافير الجنة ولم يعمل الشر ولم يدر به فقال : أو غير ذلك يا عائشة ؟ إن الله تعالى خلق للجنة أهلا وخلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا وخلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم ] .
[ حدثنا أبو الفضل جعفر بن محمد الصندلى قال : حدثنا الفضل بن زياد قال : قلت لأحمد بن حنبل قول النبي A كل مولود يولد على الفطرة ما يعني به ؟ قال : الشقوة والسعادة ] .
قال محمد بن الحسين C هذه السنن التي ذكرتها عن رسول الله A تدل على معنى ما في كتاب الله D وتدل كل من عقل عن الله D أن بعضها يصدق بعضا كما أن الذي ذكرناه في كتاب الله D يصدق بعضه بعضا يدل الكتاب والسنةعلى معنى ما أعلمناك من مذهبنا في القدر وقد كانا النبي A يقول في خطبته إذا خطب : [ من يهده الله فلا مضل الله ومن يضلل فلا هادي له ] كذا روى جماعة من أصحابه وكذا كان الصحابة يقولون في خطبهم إيمانا وتصديقا ويقينا لا يشك في ذلك أهل الإيمان .
[ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا حبان بن موسى قال : أخبرنا ابن المبارك عن سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال : كان رسول الله A يقول في خطبته : يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله ثم يقول : من يهده الله فلا مضل له ومن بضلل فلا هادي له أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ] .
و [ حدثنا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرز قال : حدثني محمد بن أشكاب قال : حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان - يعني الثوري - عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود قال : علمنا رسول الله A خطبة الحاجة : إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - وذكر الحديث ] .
و [ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا عبثر بن القاسم الزبيدي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود Bه قال : علمنا رسول الله A التشهد في الحاجة : إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له - وذكر الحديث ] .
قال محمد بن الحسين C : وقد [ روي عن البراء بن عازب قال ؟ رأيت الئبي A يوم الخئدق وهو يقول : .
( اللهم لولاك ما اهتدينا ... ولا صمنا ولا صلينا ) .
( فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا ) .
وذكر الحديث ] .
وأخبرنا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرزي قال : حدثنا أبو بكر بن زنجويه و أحمد بن سفيان قالا : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال : حدثنا سفيان بن سعيد الثوري عن أبي إسحاق عن البراء قال : رأيت رسول الله A - وهو يقول - وذكر الحديث .
قلت : وقد ذكر ابن عباس عن النبي A ما أوصى به وما وعظه به مما يدل على ما قلناه .
[ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا أبو وهب الوليد بن عبد الملك الحراني قال : حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن أبي عبد السلام الشامي عن يزيد بن أبي حبيب عن حنش الصنعاني عن ابن عباس Bهما قال : أهدت فارس لرسول الله A بغلة شهباء ململمة فكأنها أعجبت رسول الله A فدعا بصوف وليف فنحلنا لها رسنا وعذارا ثم دعا بعباءة خلق فثناها ثم ربعها ثم وضعها عليها ثم ركب وقال : اركب يا غلام - يعني ابن عباس - فركبت خلفه فسرنا حتى حاذينا بقيع الغرقد فضرب بيده اليمنى على منكبي الأيسر وقال : يا غلام احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ولا تسأل غير الله ولا تحلف إلا بالله جفت الأقلام وطويت الصحف فو الذي نفسي بيده لو أن أهل السماء وأهل الأرض اجتمعوا على أن يضروك بغير ما كتب الله لك ما استطاعوا ولو أن أهل السماء وأهل الأرض اجتمعوا على أن ينفعوك بغير ما كتب الله لك ما استطاعوا ذلك قلت : يا رسول الله كيف لي بمثل هذا من اليقين حتى أخرج من الدنيا ؟ قال : تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبك ] .
و [ أخبرنا الفريابي قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي قال : حدثنا عباد بن العوام قال : حدثنا عبد الواحد بن سليم عن عطاء عن ابن عباس Bهما قال : كنت رديف رسول الله A قال : فقال لي : احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله رفعت الأقلام وجفت الصحف والذي نفسي بيده لو جاءت الأمة لتنفعك بغير ما كتب الله D لك ما استطاعت ذلك ولو أرادت أن تضرك بغير ما كتب الله لك ما استطاعت ذلك أو قال : ما قدرت ] .
[ حدثنا أبو محمد يحيى بن صاعد قال : حدثنا محمد بن الولبد الفحام قال : حدثنا يحيى بن ميمون بن عطاء أبو أيوب عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله A لعبد الله بن عباس : يا غلام أو يا غليم ألا أعلمك شيئا لعل الله أن ينفعك به ؟ احفظ الله يحفظك احفظ الله يكن أمامك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة جف القلم بما هو كائن فلو أن الناس اجتمعوا جميعا على أن يعطوك شيئا لم يعطك الله D لم يقدروا عليه ولو أن الناس اجتمعوا جميعا على أن يمنعوك شيئا قدره الله D لك وكتبه لك ما استطاعوا واعلم أن لكل شدة رخاء وإن مع العسر يسرا وإن مع العسر يسرا ] .
قال محمد بن الحسين C : حسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله على كل حال ذكرنا ما احتججنا به من كتاب الله D ومن سنة رسول الله A من الرد على القدرية وأنا أذكر ما روي عن صحابة رسول الله A من ردهم على القدرية على معنى الكتاب والسنة ثم أذكر عن التابعين لهم بإحسان وعن أئمة المسلمين من ردهم على القدرية وتحذيرهم المسلمين سوء مذاهبهم