باب ما ذكر عن التابعين وغيرهم من الرد عليهم .
قال محمد بن الحسين C : اعلموا - رحمنا الله وإياكم - أن من القدرية صنفا إذا قيل لبعضهم : من إمامكم في مذهبكم هذا ؟ فيقولون : الحسن وكذبوا على الحسن قد أجل الله الكريم الحسن عن مذهب القدرية .
ونحن نذكر عن الحسن خلاف ما ادعوا عليه .
أخبرنا الفريابي قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حماد بن زيد عن خالد الحذاء قال : قدم علينا رجل من أهل الكوفة فكان مجانبا للحسن لما كان يبلغه عنه في القدر حتى لقيه فسأله الرجل أو سئل الحسن عن هذه الاية : { ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم } قال : لا يختلف أهل رحمة الله قال ولذلك خلقهم قال : خلق أهل الجنة للجنة وأهل النار للنار فكان الرجل بعد ذلك : يذب عن الحسن .
وأخبرنا الفريابي قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا إسماعيل بن علية عن منصور بن عبد الرحمن قال : قلت للحسن : قول الله D : { ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك } قال : الناس مختلفون على أديان شتى إلا من رحم ربك ومن رحم ربك غير مختلف ؟ قلت : ولذلك خلقهم ؟ قال : نعم خلق هؤلاء للجنة وخلق هؤلاء للنار وخلق هؤلاء لرحمته وخلق هؤلاء لعذابه .
وأخبرنا الفريابي قال : حدثني أبو أمية الواسطي قال : حدثنا يزيد بن هارون قال : حدثنا مبارك عن الحسن في قوله D : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة } قال : على الهدى { ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك } قال : أهل رحمة الله لا يختلفون { ولذلك خلقهم } قال : للاختلاف خلقهم .
وأخبرنا الفريابي قال : حدثنا عمر بن عثمان قال : حدثنا بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن الحسن بن أبي الحسن قال : جف القلم وقضي القضاء وتم القدر لتحقيق الكتاب وتصديق الرسل وسعادة من عمل واتقى وشقاوة من ظلم واعتدى بالولاية من الله D للمؤمنين وبالتبرئة من الله للمشركين .
وأخبرنا الفريابي قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حماد بن زيد عن عوف قال : سمعت الحسن يقول : من كفر بالقدر فقد كفر بالإسلام ثم قال : إن الله D خلق خلقا فخلقهم بقدر وقسم الآجال بقدر وقسم أرزاقهم بقدر والبلاء والعافية بقدر .
وأخبرنا الفريابي قال : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال : حدثنا حماد بن زيد عن خالد الحذاء عن الحسن { ما أنتم عليه بفاتنين * إلا من هو صال الجحيم } قال : الشياطين لا يفتنون بضلاتهم إلا من قد أوجب الله D له أن يصلى الجحيم .
وأخبرنا الفريابي قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال : حدثنا خالد الحذاء عن الحسن قال : قلت : أرأيت قوله D : { ما أنتم عليه بفاتنين * إلا من هو صال الجحيم } ؟ قال : إلا من كتب عليه أن يصلى الجحيم .
وأخبرنا الفريابي قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا منصور عن الحسن في قوله D : { ما أنتم عليه بفاتنين * إلا من هو صال الجحيم } يقول : لستم عليه بمضلين إلا من هو صال الجحيم من سبق له في علم الله D أن يصلى الجحيم .
وأخبرنا الفريابي قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريرى قال : حدثنا حماد بن زيد قال : حدثنا خالد الحذاء قال خرجت - أو غبت غيبة لي - والحسن لا يتكلم في القدر فقدمت فإذا هم يقولون : قال الحسن وقال الحسن فأتيته ودخلت عليه منزله قال : فقلت : يا أبا سعيد أخبرني عن آدم للسماء خلق أم للأرض ؟ قال : ما هذا يا أبا منازل ؟ قال حماد : يقول لي خالد : ولم تكن هذه من مسائلنا قال : قلت : يا أبا سعيد إني أحب أن أعلم قال : بل للأرض خلق قال : قلت له : أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة ؟ قال : بل لم يكن له بد من أن يأكل منها لأنه للأرض خلق .
قال : حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد الجبائي قال : حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال : حدثنا حماد بن زيد عن خالد الحذاء قال : خرجت خرجة لي ثم قدمت فقيل لي : إن الحسن قد تكلم في القدر فأتيته فقلت : يا أبا سعيد آدم خلق للأرض أم للسماء ؟ قاله : ما هذا يا أبا منازل ؟ فقلت : إني أحب أن أعلمه قال : للأرض قلت : فلو اعتصم فلم يأكل من الشجرة ؟ قال : إنه لم يكن له بد من أن يأكل منها لأنه للأرض خلق .
قال : أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال : حدثنا محمد بن بكار قال : حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول قال : سمعت الحسن يقول : من كذب بالقدر فقد كذب بالحق - مرتين - إن الله D قدر خلقا وقدر أجلا وقدر بلاء وقدر مصيبة وقدر معافاة فمن كذب بالقدر فقد كذب بالقرآن .
قال محمد بن الحسين C : بطل دعوى القدرية على الحسن إذ زعموا أنه إمامهم يموهون على الناس ويكذبون على الحسن لقد ضلوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا