8 - باب ذكر ثواب من قاتل الخوارج فقتلهم أو قتلوه .
[ حدثنا موسى بن هارون - أبو عمران - قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زرعة بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود Bه قال : قال رسول الله A : يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول الناس يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية من لقيهم فليقتلهم فإن قتلهم أجر عند الله D ] .
[ أخبرنا أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي في المسجد الحرام قال : حدثنا علي بن زياد اللخمي قال : حدثنا أبو قرة موسى بن طارق قال : سمعت الأزهر بن صالح يقول : حدثني أبو غالب : أنه سمع أبا أمامة رضي الله تعالى عنه صاحب رسول الله A يقول : خرجت خارجة بالشام فقتلوا وألقوا في جب أو في بئر فأقبل أبو أمامة رضي الله وأنا معه حتى وقف عليهم ثم بكى ثم قال : سبحان الله ما فعل الشيطان بهذه الأمة ؟ كلاب النار كلاب النار كلاب النار - ثلاثا - شر قتلى تحت ظل السماء خير قتلى تحت ظل السماء خير قتلى تحت ظل السماء من قتلوه قلت : يا أبا أمامة أشيء تقول برأيك أم شيء سمعته من رسول الله A ؟ قال : إني إذا لجريء إني إذا لجريء إني إذا لجريء - ثلاثا - بل سمعته من رسول الله A غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثا حتى عد عشرا سمعت رسول الله A يقول : سيأتي قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم أو لا يعدو تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يعودون في الإسلام حتى يعود السهم على فوقه طوبى لمن قتلهم او قتلوه ] .
وحدثنا أبو بكر بن أبي داود قال : حدثنا عمر قال : حدثنا عقبة بن المتوكل الحداني قال : حدثني المبارك بن فضالة عن أبي غالب قال : كنت بالشام وبها صدي بن عجلان أبو أمامة صاحب رسول الله A وكان لي صديقا فجيء برؤوس الحرورية فألقيت بالدرج فجاء أبو أمامة Bه فصلى ركعتين ثم توجه نحو الرؤوس فقلت : لأتبعنه حتى أسمع ما يقول فتبعته حتى وقف عليه فبكى ثم قال : سبحان الله ما صنع إبليس بأهل هذه الأمة ثم قال : كلاب أهل النار كلاب أهل النار كلاب أهل النار ثلاثا قتلوا ثم قال : شر قتلى تحت ظل السماء وخير قتلى الذين قتلوهم ثم تلا هذه الاية : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله } .
حدثنا أبو بكر بن أبي داود أيضا قال : حدثنا يعقوب بن سفيان قال : حدثنا بكر بن خلف قال : حدثنا قطن بن عبد الله الحراني قال : حدثني أبي قال : حدثني أبوغالب قال : كنت في مسجد دمشق فجاؤوا بسبعين رأسا من رؤوس الخوارج فنصبت على درج المسجد فجاء أبو أمامة Bه فنظر إليهم فقال : كلاب جهنم شر قتلى قتلوا تحت ظل السماء ومن قتلوه خير قتلى تحت ظل السماء وبكى ونظر إلي فقال : يا أبا غالب إنك ببلد هؤلاء كثير قلت : نعم أعاذك الله تعالى منهم ثم قال : يقرؤون القرآن ؟ قلت : نعم قال : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات } إلى قوله : { والراسخون في العلم يقولون آمنا } قلت : يا أبا أمامة : إني رأيتك تغرغرت لهم عيناك قال : رحمة لهم إنهم كانوا من أهل الإسلام فقال رجل : يا أبا أمامة أمن رأيك تقول أم شيء سمعته من النبي A ؟ قال : إني إذا لجريء سمعته من رسول الله A غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثا ولا أربع ولا خمس ولا ست ولا سبع .
[ حدثنا حامد بن شعيب البلخي قال : حدثنا أبوخيثمة زهير بن حرب قال : حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن الأعمش عن ابن أبي أوفى Bه : أن النبي A قال : الخوارج كلاب النار ] .
قال محمد بن الحسين : قد ذكرت من التحذير عن مذاهب الخوارج ما فيه بلاغ لمن عصمه الله D الكريم عن مذهب الخوارج ولم ير رأيهم وصبر على جور الأئمة وحيف الأمراء ولم يخرج عليهم بسيفه وسأل الله العظيم أن يكشف الظلم عنه وعن جميع المسلمين ودعا للولاة بالصلاح وحج معهم وجاهد معهم كل عدو للمسلمين وصلى خلفهم الجمعة والعيدين وإن أمروه بطاعتهم فأمكنته طاعتهم أطاعهم وإن لم يمكنه اعتذر إليهم وإن أمروه بمعصية لم يطعهم وإذا دارت بينهم الفتن لزم بيته وكف لسانه ويده ولم يهو ما هم فيه ولم يعن على فتنة فمن كان هذا وصفه كان على الطريق المستقيم إن شاء الله تعالى